كتابات

عمار سليمان يكتب خلايا الشر وفشل الحكومة

مصدر الخبر / الحراك السياسي

• منذ أن سطا الإسلاميون على السلطة في 89 ظلوا أكثر حرصاً على تمكين كوادرهم في كل مؤسسات الدولة لاسيما الأمنية والعسكرية منها، ليضمنوا ولاء الأجهزة الأمنية لتنظيمهم حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن وشرف المهنة.

• ولم يذهب التغيير الذي حدث في 11 أبريل 2019 إلى أبعد من إزاحة القادة واستبدالهم دون إجراء أي تعديل على عقيدة تلك الأجهزة، التي لم تخرج لتحدث الناس عن ظلم منسوبيها للثوار ولم تعتذر.. ولم تر أن هناك ضرورة تحتم عليها إجراء معاهدة مع الشعب..

• منذ (التغيير) وخلال عامين كانا الأقسى على إنسان السودان منذ عهود، لا يخفى على أحد ضعف الأداء الحكومي وعدمه أحياناً، ولعل سبب ذلك تغلغل “خلايا” النظام البائد في أجهزة الدولة وإمساك كثير منها بمفاتيح العمل وآلياته، وهي بلا شك غير “مؤيدة” للتغيير، وبالتالي لا ترغب في “التفاعل” معه، الأمر الذي يدعو إلى مراجعات واسعة لكل أجهزة الدولة التي تخلت عن أداء واجبها، أو اكتفت بحد لا يكفي..

• وتمثل “السيولة” الأمنية التي سادت عقيب التغيير، وانتشار الظواهر السالبة والتراخي في حسمها، واحدة من علامات قلة الرغبة في التفاعل مع الإيقاع الجديد.

• ويتهم الناس الحكومة بالفشل، ويقصدون الدستوريين المدنيين دون أن يلتفتوا قليلاً لتقييم دور الخدمة المدنية التي تخلت عن كثير من مسؤولياتها، فتردت كل الخدمات، ونشط التهريب، وخلت في الغالب الشوارع من مظاهر التأمين..

• انتشرت عقيب التغيير التعديات على الشارع العام، وتخلت كثير من مؤسسات الدولة عن أداء واجبها تجاه حراسة المرافق العامة، فزرع ضعيفو النفوس أكشاكاً ورواكيب على قارعة الطريق دون الحصول على إذن من أحد..

• تردت الخدمات، واتسعت (الحفر) في الشوارع، دون أن يتوقف عندها مسؤول، رغم أن هناك إدارات مازالت تتمتع بإمكانات الدولة ويتقاضى موظفوها أجورهم ومرتباتهم وحوافزهم على دائر المليم، دون أن يؤدوا المقابل (واجبهم)..

• لا يحتاج دفن (الحفر) وإماطة الأذى عن الطريق إمكانات خارقة وأي مسؤول يعجز عن مثل هذه المهمة يجب أن يغادر فوراً فهو عالة على الدولة ويكلفها أكثر مما يقدم لها.

• هناك مؤسسات للطرق، تملك الآليات وتخصص لها حصص الوقود، دون أن تكلف نفسها عناء أداء الواجب..

• من المسؤول من الطرق، التي نخرها خريف العام الماضي وظلت شراكاً تصطاد المركبات وتعرّض حياة الناس للخطر، وها نحن نستشرف خريفاً جديداً دون أن تنجز مؤسساتنا المسؤولة عن الطرق أية إصلاحات لإزالة آثار الخريف الماضي.

• فإن أردتم الإصلاح، فأعلنوا ثورة داخل مؤسسات الدولة فمن هناك تؤكل الكتف.

• أثبتت أحداث 29 رمضان ذكرى فض الاعتصام الثانية، أن عمليات (التفكيك) صامولة صامولة تبقي “الروح الشريرة” في الدولة العميقة على طول الفترة من فك الصامولة الأولى إلى الأخيرة، الأمر الذي يتطلب مراجعة جدوى سياسات التفكيك الجارية.

عن مصدر الخبر

الحراك السياسي