كتابات

سهير عبد الرحيم تكتب “دفيني”

في شتاء عام 2014م ذهبت رفقة الإخوة في (جانا الطوعية) إلى إحدى المناطق النائية بمحلية شرق النيل كنا نحمل ملابس و بطاطين لتوزيعها للمواطنين في تلك المنطقة لتقيهم شر البرد و سوء الطقس.

المبادرة جاءت عقب مقال لي بعنوان ( دفينّي ) ، وتوالت المبادرات بعدها لتصبح دفيني سلسلة كل شتاء ، نطلقها و نمد أيدينا لأهل الخير لتدفئة أهلنا المحتاجين لقطعة قماش أو ثوب أو أقصى أحلامهم بطانية تقيهم سياط البرد .

أصدقكم القول أنه في كل حملة ( دفيني ) نطلقها فأننا نجمع التبرعات و نشتري بها من سوق ليبيا بطاطين بسعر الجملة ، ولكني أصدقكم أيضاً بأننا نشتري بأموالكم تلك التي تتبرعون بها بطاطين من الصوف ، هي دافئة و متينة و تعيش لفترة أطول وتفي بالغرض منها وهو التدفئة ، ولكنها ليست ناعمة. أي أن ملمسها ليس مثل ملمس القطن و ريش النعام و الحرير ، هي خشنة نوعاً ما ، ولكننا نلجأ لشراءها لعدة أسباب أولاً لأن سعرها أرخص مقارنة مع البطانية الفخمة بل أن سعر البطانية الناعمة يمكن أن نشتري به ثلاثة أو أربعة بطاطين من نوع البطانية الصوف تلك ،بالإضافة إلى عمرها الطويل وأنها أكثر دفئاً .

قصدت من هذه المعلومة أن أوضح أمرين الأول أن يعرف المتبرعون أين تذهب أموالهم والأمر الآخر أن نشركهم في قرار شراء البطانيات وأي الأنواع أفضل . ما لم أقله أن إحدى النساء في آخر حملة لنا في دفينّي قدمت لها مجموعة بطاطين لها و لأسرتها وأعتذرت عن الخامة الخشنة فضحكت المرأة كثيراً وقالت لي : ( صوفكم ده عندنا حرير هو نحنا لا

قيين )….!! . الآن قد يقول أحدهم أن الشتاء في خواتيمه و الصيف على الأبواب ، ولكن ما لايعلمه الكثيرون أن كثير من الفقراء يستخدمون البطانية كمرتبة في الصيف …!! أي أنهم لا يملكون مراتب وعوضاً على أن ينام أحدهم على الحبل أو الحديد فأنه يف

ترش البطانية وينام عليها …!! وفي الشتاء يفترشون نصف و يلتحفون النصف الآخر …!! أنهم قادرون تماماً على التصالح مع الطبيعة و تسخير المتاح لقدر ولو يسير من الراحة . عزيزي القاريء لقد قطعنا و

نفرٌ كريم شوطاً مقدراً في تسجيل منظمة تطوعية باسم (خطوة عشم) سيكون من أولوياتها مبادرة إجلاس طالب لتوفير مقاعد لطلاب مرحلتي الأساس

و الثانوي و مبادرة (وصلني) لتوصيل طلاب شهادتي الأساس و الثانوي للجلوس لإمتح

انات الشهادة و مبادرة (دفيني) لتوفير أغطية و بطاطين للفقراء. الأسبوع قبل الماضي استلمت مواداً غذائية في شكل أقرب إلى (سلعتي) تبرعت بها مواطنة سودانية مقيمة في أمريكا اسمها خالدة عبدالمجيد قمت بتوزيعها بصحبة الأخ محسن محمد أحمد و الأخت سلوى بدوي لبعض الأيتام والأسر المتعففة و وزعنا معها مجموعة من البطاطين .جعلها الله في ميزان حسناتهم أجمعين *خارج السور :* الشتاء لم ينته وحسب الإرصاد الجوية ربما يستمر الشتاء حتى أوائل شهر رمضان ..نتمنى أن تتفقدوا الأيتام و كبار السن حولكم لأنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً.

[email protected]
الانتباهه

عن مصدر الخبر

كتب : سهير عبدالرحيم