الوردة التي في جيبي لن تذبل أبداً، حتى أضعها في قاعدة نصب تذكاري ضخم ينتصب شامخاً في ساحة الاعتصام بميدان القيادة العامة..
يتفهم الشعب السوداني كله أن لا يحتفل بذكرى 6 أبريل – المزدوجة –خشية انتشار فيروس “كورونا”، لكن لن يتفهم أن لا يتجرأ رمز وطني أصالة عن نفسه ونيابة عن الشعب السوداني بوضع أكليل من الزهور في ساحة الاعتصام، ويعلن على الملأ إن هذا المكان سيتحول إلى مزار عالمي مثل الميادين الشهيرة في كل عواصم العالم.
بكل أسف في يوم الذكرى المجيدة يثور الجدل حول سؤال لا معنى له، من فتح أبواب الحصن؟ من سمح للشعب أن ينتصر؟ من منح السودان حريته؟ من المؤسف بعد مسيرة خمسة أشهر من المظاهرات والحراك الشعبي المستمر، وبعد قائمة طويلة لمن سطروا بدمائهم قصصاً لا ينكرها التاريخ، أن تختصر القصة في كلمة “خيانة” وينسب النصر لها.. هذا تبسيط مخل ومختل، ويكفي نظرة واحدة للسيول البشرية التي طوقت القيادة العامة من كل اتجاه للرد.
قصة ديسمبر – أبريل يجب أن يرويها فيلم سينمائي يتكفل الشعب السوداني بدفع تكلفة إنتاجه، فالتاريخ لا يروي الحقيقة حتى يراها الناس حقيقة.. تماماً مثل فيلم “فندق رواندا” الشهير.. الذي يبرز تفاصيل المجزرة البشرية الهائلة التي أراقت دماء مليون مواطن رواندي بريء في ثلاثة أشهر فقط.
مطلوب من رجال الأعمال وأصحاب المال أن يتبرعوا لتدوين سيرة الثورة السودانية الفريدة بإنتاج فيلم سينمائي بأفضل التقنيات والفنيات.. حتى لا تختصر القصة في أسئلة مفخخة تنثر كالأشواك في مسيرة الشعب السوداني.
الأيام من 6 حتى 11 أبريل 2019 لم تكن رحلة سياحية قضاها الشباب في ساحة الاعتصام.. كانت أيام رعب حقيقي.. ما أن يأتي الليل حتى تبدأ حملات دموية لتصفية المعتصمين وفي كل مرة تنتهي الأحداث بشهداء ودماء وأشلاء..
بل وفي اليوم الأخير، ليل الخميس كان المخطط كبيراً ودموياً إلى أقصى درجة، فقد صدرت الفتوى أن ثلث الشعب حلال ذبحه قرباناً لكرسي الحكم.. ولكن إرادة الله شاءت أن تكف دماء الشعب في تلك الليلة، وتنتصر الثورة.. ولكن ظلت قوائم الشهداء مفتوحة.. فعندما خرج الشعب السوداني هادراً بعد سماع المارشات العسكرية صباح الخميس 11 أبريل 2019 لم يكن أبداً يظن أن طابوراً آخر من الشهداء والدماء ستسيل في ميدان القيادة.. حتى بعد النصر..!!
انتصر الشعب بإرادته وتضحياته لا بـ”خيانة” ولا يحزنون!!
يا دكتور حمدوك أنت الآن رمز الثورة.. يوم السبت القادم يوافق 11 أبريل، ضع وردة في موقع النصب التذكاري الضخم الذي سيبنيه الشعب السوداني في ساحة الاعتصام..
مجرد وردة بلا زحام – تمنعه الإجراءات الصحية حالياً- ولا كرنفال، فقط مصور تلفزيوني واحد ينقل الحدث.. مع لافتة صغيرة “هنا حجر الأساس للنصب التذكاري لانتصار ثورة ديسمبر المجيد
التيار
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز