كتابات

اسماء جمعة تكتب : لجان المقاومة.. تفوُّق أخلاقي

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

واحدة من التحديات التي تواجه حكومة الثورة غير دولة التمكين العميقة وعصابات النظام المخلوع المواطنين أنفسهم، فكثير منهم حتى الآن لم يشعروا بالثورة وما زالوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية ويتصرفون بطريقة سلبية مستغلين انشغال الحكومة الانتقالية بإرث الفساد الثقيل الذي ورثة من النظام المخلوع ليحصلوا على أكبر قدر من الفوائد في زمن قصير، غير عابئين بنتيجة ما يفعلون، وهذا الأمر بلا شك يؤخر من تحسن الأوضاع.
الخبر السعيد هو أن الشباب الذين صنعوا ثورة ديسمبر، ويشكلون غالبية هذا الشعب يقفون اليوم بقوة ضد الذين يعملون على هزيمة شعارات الثورة و يقفون ضد مصلحة المجتمع من خلال عمل جماعي رائع عبر (لجان المقاومة) وهم يشكلون مواقف مشرفة في مقاومة الفساد واستغلال البلد، ومثلما أسقطوا واحداً من أسوأ الأنظمة التي عرفها العالم، سيسقطون الفساد والمفسدين أيضاً بذات الشجاعة والقوة والعزيمة والطموح، والمدهش حقاً جميعهم ظلوا يعملون مجاناً بلا مقابل مادي رغم حاجتهم إلى من يساعدهم، لا دافع لديهم غير تحقيق أهداف الثورة والوفاء للشهداء.
وحقيقة هؤلاء الشباب حققوا تفوقاً أخلاقياً كبيراً وكأنهم ولدوا في السماء ولم يولدوا في ظل نظام فاسد، إنهم يتمتعون بنفوس أبية وكريمة وبعقول متفتحه وقلوب شجاعة وعزم وصبر وصمود عجيب، وحقيقة أمر محير أن يكون هناك شباب بهذا الطهر والنقاء في زمن هزم الفساد نسبة مقدرة من رجال السودان فانهاروا وانزلقوا في الفساد.
من أجمل الأخبار التي سمعتها الأسبوع الماضي ما قامت به شركة المواصلات التي أعلنت تدريب وتعيين 900 من أعضاء لجان المقاومة في إدارة النقل والبترول لمراقبة الوقود في الطلمبات والمواصلات لحل الأزمة التي من خلفها بعض من أبناء هذا البلد يسمون وللأسف مواطنون، وكل يوم يتم ضبط عدد منهم يقومون بأعمال مشينة.
نقلت الصحف أمس أن غرفة العمليات والمتابعة بمكتب والي الخرطوم ولجان المُقاومة بأم بدة وشرطة دار السلام، ضبطت كمية من الدقيق المُخزّن في سوق الشيخ أبو زيد ودار السلام المربعات (١ – ٢ – ٣)، ضمن جُهُود الولاية لمُطاردة مُهرِّبي دقيق الخُبز، و أنّه تم تدوين بلاغات ضد شركة مطاحن شهيرة تقوم بتهريب الدقيق، رئيس غرفة العمليات
أشاد بالدور الرقابي للجان المقاومة في مُراقبة المخابز لمنع خروج الدقيق المدعوم من المخابز للأسوق، ودعا المُواطنين لتبليغ لجان المُقاومة بأيِّة مُحاولات لتسرُّب الدقيق .
حقيقة نرفع القبعات لشباب بلادي وننحني لهم إجلالاً وإكباراً وهم يقفون جنباً إلى جنب مع الشرطة والقوات النظامية ويسهرون على رعاية وطنهم الذي هلكه الفساد، وندعو الحكومة الانتقالية إلى المضي قدماً في تعيين الشباب رسمياً للعمل على مراقبة جميع القطاعات حتى يسدوا الثغرات أمام كل المواطنين الفاسدين الذين يساعدون عصابات النظام المخلوع أو يستغلون الظروف لمصلحتهم، ودعونا جميعاً نمد لهم يد العون ومشاركتهم هذا التفوق الأخلاقي والوطني.

التيار

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز