السودان الان السودان عاجل

محجوب عروة : جهالة التطبيع..!!

مصدر الخبر / المشهد السوداني

استغرب جداً أن يدعو البعض للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني كان آخرهم مبارك الفاضل المهدي، الذي يتقلّب بين التحالف مع النظام والمُعارضة له انطبقت عليه الآية (فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ).

يدعي هؤلاء أن التطبيع مع إسرائيل سيحل مشاكلنا الاقتصادية وفي هذا وهمٌ كبيرٌ وخطأٌ استراتيجيٌّ، ولا يعرفون طبيعة هذا الكيان الذي غرسته الدول الاستعمارية في قلب عالمنا العربي والإسلامي منذ وعد بلفور الذي يعرف بأنّه عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. وللأسف ساعد بعض الأعراب سيطرة بريطانيا عبر الانتداب في ذلك، حيث خدعت أولئك الأعراب مثلما يخدعون اليوم بالوقوف مع الحلفاء ضد تركيا في الحرب العالمية الأولى مُقابل تسليمهم الملك فحدث ما حدث من السماح للهجرات اليهودية عقب اتفاقية سايكس – بيكو وانتهى الأمر إلى الاعتراف بإسرائيل في الأمم المتحدة وتسليم العصابات الصهيونية المُتطرِّفة للأرض الفلسطينية. وليت الأمر انتهى إلى هذا الحد، فقد استمرت إسرائيل في احتلال الأراضي العربية في سيناء والجولان والضفة الغربية بما فيها أُولى القبلتين القدس الشريف، إضافةً لأراضٍ لبنانية.. بل أصبحت تستغل الخلافات العربية لصالحها وتحبك وتزين من الفتن بينهم.

إنّ إسرائيل يا هؤلاء دولة استعمارية احتلالية، إضافةً لكونها مُتطرِّفة عرقياً ودينياً ولا تعرف التسامح. هدفها الحقيقي أن تخضع كل من حولها لتصبح من أهم وأقوى الدول في المنطقة لتفرض شروطها على الجميع وتخضعهم لمصالحها وليست مصالح الشعوب العربية والإسلامية، فهي العدو الأول وليست إيران كما يدعي البعض الذين لا يعرفون طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني. هذا الكيان لو كَانَ يُريد أو حتى باستطاعته أن يحمي أصدقاءه وشركاءه العرب، لكان السادات الذي زار تل أبيب وحَرّرَ معه اتفاقية كامب ديفيد أول من يستحق الدعم له ولبلاده مصر، التي ظَلّت تُعاني اقتصادياً ولم تُساعدها إسرائيل، بل ثبت أنّها كانت وما زالت ضد استقرار مصر وقُوتها اقتصادياً واستراتيجياً، فكيف يعتقد البعض أنّ إسرائيل ستدعم السودان وهي التي ظلّت تدعم التمرد في الجنوب باعتراف بعض قادة حركة الأنانيا والحركة الشعبية مُؤخّراً وربما دعمت بعض حركات دارفور المُسلّحة لإشاعة عدم الاستقرار في السودان وإضعافه.

لو كان اليهود الذين اضطهدوا في أوروبا في القرن التاسع عشر من التعقل والحكمة، فلم يعتمدوا الحل السياسي والعسكري لإقامة دولة عُنصرية احتلالية واستبداله بالحل الروحاني والثقافة والاقتصادي الذي دعا له عقلاء اليهود ومنهم كُثرٌ اليوم، وحاولوا بأن يحلوا مشكلتهم مع الأوروبيين بالتعاون مع أبناء عُمُومتهم العرب بالتي هي أحسن عبر الحوار والتطبيع معهم لوجدوا ترحيباً من العرب والمُسلمين، ولعاشوا بيننا مثلما عاشوا بين المسلمين في زمن الخلافة الإسلامية مئات السنين، ولكنهم اختاروا الفظاظة والإرهاب والاحتلال فكيف يُمكن التطبيع مع هؤلاء؟

التطبيع مع الكيان الصهيوني جهالةٌ وخطأٌ وغباء فلنحذر من الدعوة إليه، فذلك فَخٌ يجب ألا نقع فيه كما يقع فيه اليوم بعض الأعراب غباءً أو لعله أسوأ وأخطر من الغباء واللبيب بالإشارة يفهم.

التيار

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر موقع المشهد السوداني

عن مصدر الخبر

المشهد السوداني