السودان الان

يحدث في السودان

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – الزين عثمان
لم يكن موظف شركة الهدف الجالس في نقطة تحصيل (جبل كردفان) يتوقع أن يجد نفسه ممدداً تحت الأنقاض في الصباح الباكر، لكن في المقابل فإن الموظف الذي تم نقله إلى المستشفى كان أفضل حالاً من سائق الجرار، صاحب الأربعة والثلاثين عاماً، محمد ضو البيت داود، الذي مات في ذلك الصباح، بعد أن اصطدم الجرار الذي يقوده بمباني تحصيل المرور السريع في نقطة جبل كردفان، وتم تحويل جثمانه إلى مشرحة مستشفى الأبيض لتحديد أسباب الوفاة، في وقت تم فيه نقل المصاب إلى مستشفى الأبيض لتلقي العلاج. مؤكد أن أسباب وفاة السائق الموقع عليها من قبل الطبيب، لن تتجاوز تلك العبارة (الاصطدام بآلة صلبة)، التي تؤكد أن الموت كان بسبب الحادث، في وقت ستترك فيه أسئلة من شاكلة: كيف لجرار أن يصطدم بنقطة ثابتة ومحروسة برجال المرور؟ الاستفهام ينفتح فقط على إجابة واحدة: يحدث في السودان.
كان ما جرى عند تخوم مدينة الأبيض أقل مفارقة ووجعاً مما حدث في الخرطوم، بل يمكنك القول:
“قدر أخف من قدر، من رماهم قدرهم أمس في موقف (جاكسون)”، فأولئك الذين اختاروا ركوب الحافلة (الروزا) المتجهة إلى جنوب الخرطوم، لم يكونوا يعلمون ساعتها أن نهاية ستة منهم ستكون تحت عجلات القطار المحمل بالبضاعة والمتجه غرباً، وأن آخرين سيكتفون من هذا المشوار بإصابات سترافقهم ما تبقى من العمر.
لا ترهق نفسك بالتفكير ملياً، اترك (دهشتك) في موقف الانتظار وأنت تتابع ما حدث.. اصطدمت الحافلة بالقطار الذي كان خارجاً ساعتها من بحري متجهاً نحو الغرب، في مساحة قد لا تتجاوز (المتر)، تفصل القضيب. القطر المحمل بالبضاعة لم يستطع مغادرة العاصمة من دون أن يحمل الأوراق الرسمية بضحايا جدد وبموتى ينتظرون أن تشكل لجنة للتحقيق لتجيب على السؤال: لماذا حدث ذلك؟ أما كان بالإمكان تأخر القطار حتى انتهاء مواقيت الذروة؟ أو ما الذي يجعل موقف مواصلات عامة في مسار القطار؟ لن تجد إجابة ساعتها غير تلك التي تلحقك بالموتى.. اصطدام جرار بنقطة عبور المرور، وتصادم بين حافلة ركاب وقطار بضاعة.. يحدث في السودان.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي