اخبار الرياضة

تتقدم فرقة كرة القدم في المنافسات الإقليمية وسرعان ما يحلم السودانيون بالعودة إلى السبعينيات “ادعمها لتتطور”

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – حافظ محمد أحمد
بنتائج متميزة للغاية، تمكن فريقا المريخ وهلال الأبيض من العبور بأمان إلى الدور الأول من البطولة الأفريقية للأندية الأبطال والكونفدرالية، وحقق كلا الفريقين الفوز داخل وخارج قواعدهما على منافسيهما من غينيا الاستوائية وسيشل، لتضمن الكرة السودانية وجود أربعة أندية في الدور الأول من البطولة، وبتحديات عديدة تدخل حلبة الصراع الأفريقي هذا الموسم؛ فجانب الرغبة الكبيرة في إعادة الاسم الرنان للسودان خلال حقبة السبعينيات للواجهة مجدداً تبدو ميزة المشاركة بأربعة ممثلين هدفاً ثانياً ومهماً، إذ السودان مهدد، إلى حد كبير، بالعودة من جديد ليظهر بممثلين اثنين فقط، عطفاً على النتائج غير الجيدة في السنوات القريبة، ولولا وصول فريقي القمة (المريخ والهلال) إلى نصف النهائي الموسم الماضي، لكان للسودان مقعدان فقط هذا الموسم.
ميزة المشاركة بأربعة أندية ظلت حكراً على أندية شمال القارة لسنوات طويلة، ويترقب الوسط الرياضي كرنفالات واحتفالات آتية منتصف مارس، وما بعده في العاصمة الخرطوم، ابتهاجاً بانتصارات المريخ والهلال. فيما يأمل الأهلي شندي العودة إلى الواجهة من جديد، وتكرار سيناريو رائع قبل خمس سنوات، عندما تمكن من بلوغ المجموعات بعد أن حقق نتائج مدهشة لا تتوفق مع حداثة عهده، فيما سيكون لكردفان مكان هذا الموسم، بل إن كثيرين يتوقعون أن يكون هلال الأبيض الحصان الأسود في الكونفدرالية.
المريخ من جانبه، وبعد أن عبر بأمان وبنتيجة جيدة، سيكون أمام تحد حقيقي لإعادة سيناريو الموسم قبل الماضي، التمهيد لموسم نموذجي لم يبدأ قبل انطلاقة الموسم الحالي، وإنما من قبل نهاية سابقه؛ فكانت التعاقدات المتميزة والمعسكر الخارجي، وكان تصحيح المسيرة سريعاً بإعادة صائد البطولات الفرنسي (دييغو غارزيتو) بمثابة رفع لسقف الطموحات، إذ إن التجارب أكدت أن باب الحلم مشرع مع داهية التدريب الذي توج بلقب أمجد كؤوس القارة برفقة مازيمبي الكنغولي، بينما كانت نتائج ممثل السودان هي الأفضل على الإطلاق الموسم قبل الماضي. الخبرة حاضرة لأبناء القلعة الحمراء عبر كتيبة مدججة بالنجوم، والرغبة والطموح كبيران للغاية، ويتميز المريخ باستقرار إداري واقتربت كافة حلقات النجاح من التكامل لتصنع فريقاً مرعباً قادراً على تكرار إنجاز الجيل الذهبي في عام 1989 الذي شهد ميلاد اللقب الوحيد لسائر أندية السودان.
وبالنسبة لعصام الحاج عثمان، الأمين العام للنادي، فيؤكد أن فريقه لا محالة قادم لأفريقيا، مبشراً أنصار فريقه بانتصارات مدوية، لافتاً إلى أنهم في مجلس الإدارة حرصوا على تجهيز الفريق بشكل مختلف هذا الموسم، ورموا بالكرة في ملعب اللاعبين والمدرب. الحاج شدد على مناصري الفريق وعشاقه بضرورة التلاحم الجماهيري على غرار الموسم قبل الماضي، وبدا أمين عام نادي المريخ أكثر تفاؤلاً، مؤكداً أنهم ينتظرون التوفيق فقط لكون المجلس أوفى بالتزاماته تجاه الفريق، وهناك رغبة غير عادية وصدق في التعامل مع المدرب الذي وضع سقفاً للطموح، أقله الوصول للمربع الذهبي.
الهرم الثاني بالنسبة للكرة السودانية، الهلال، يرغب في ظهور مختلف، وكان رئيس النادي أشرف سيد أحمد الكاردينال حالماً وأطلق تصريحاً قبل تدشين الموسم، بأن اللقب الأفريقي إن فلت من الأزرق هذا الموسم، فلن يدخل دولاب النادي في قادم السنوات. كثيرون أكدوا أن التصريح خيالٍ ولا يتسق مع واقع الفريق الحالي الذي ينقصه الكثير. ممثل الكرة السودانية في الأبطال عانى بشدة هذا الموسم في تحقيق الفوز في أي نزال صعب على صعيد المسابقة المحلية، بل وظهر ضعيفاً للغاية، (تعادل عصر الأمس أمام فريق مريخ نيالا بهدف لكل في بطولة الدوري الممتاز)، ما جعل جل الطموح والأحلام مهددة بالضياع وتناقص العداد سريعاً وانخفض السقف لينحصر في تجاوز عقبة الدور الأول والوصول لمرحلة المجموعات، بل إن كثيرين يعتقدون أن الوصول إلى تلك المرحلة يعد سيناريو غير جيد، لكون الفريق الحالي منح مؤشراً بأنه لن يصمد أمام أندية العيار الثقيل ومرشح للخسارة بأهداف وفيرة حال بلغ مرحلة المجموعات إن تمكن من الوصول إليها، ويكفي الإشارة فقط إلى أن كشف الفريق الحالي يضم مدافعَ واحداً فقط والبقية مولفون. الأزرق لا يعيش أفضل أيامه بكل تأكيد، ويعاني بشدة على الصعيد الفني ومن ويلات الصراع الإداري الشرس الذي ظل مهدداً دائماً لأي نادٍ وعقبة في طريق تقدمه، غير أن ثمة بارقة أمل هي تواضع منافسه من جزيرة موريشوص مقارنة بخبرة من تبقى من قدامى اللاعبين كمكسيم ونزار حامد وكاريكا، ليبقى الرهان كبيراً على اسم الهلال مع محاولة التقدم شيئاً فشيئاً حتى الوصول إلى مرحلة دور الثمانية ومن ثم ترميم الصفوف بعد ذلك لمجابهة المخاطر المقبلة.
ثمة أمر مهدد للأزرق وهو أن الخروج من الدور الأول على نسق الموسم الماضي سيجعل الفريق يقف عند محطة نقاطه التراكمية، ما يجعله مهدداً بفقدان ميزة الإعفاء من الدور الأول.
ممثل السودان الثالث في بطولات الكاف، الأهلي شندي، الذي يعد أمره محيراً للغاية، فقد قدم الفريق مواسم رائعة للغاية وحافظ على مركزه الثالث غير أنه لم يتقدم خطوة أكثر من ذلك، ولكنه لم يفقد برونزية الممتاز، واستهل الأهلي الموسم بشكل سيء للغاية ونزف نقاطاً سهلة منح مؤشراً غير جيد، بأنه سيكون غير قادر على التقدم، ولكن الفريق يعول على خبرة نجومه الكبار الذين خاضوا تجارب كافية رفقة عملاقي القمة المريخ والهلال، وعركوا التنافس مع الأهلي في الكونفدرالية، ويأمل مدربه الوطني حمد كمال في رسم لوحة رائعة الملامح وتقديم نفسه على لوحة الشرف التدريبية عبر تقديم فريقه بشكل مميز، على صعيد اللاعبين يملك الفريق عناصر صلبة، والقوة المالية حاضرة عبر راعيه رجل المال والأعمال صلاح إدريس، غير أن عقبة منافسهم في الدور الأول عصية بكل المقاييس على الفريق، إذ إنهم سيصطدمون بعقبة سوبر سبورت الجنوب أفريقي العنيد، الأهلي سيكون مواجهاً بفريق شرس لكن الفريق سيكون في مأمن عن الأساليب القذرة التي تميز أحراش أفريقيا، لكون أندية جنوب أفريقيا متمسكة دوماً باللعب النظيف.
من جانبه، يرى سيف الدين مساوي قائد الهلال السابق والمدافع الحالي في الأهلي شندي، أن فريقه يمر بكبوة عابرة، مؤكداً أن الظهور الحقيقي سيكون في الكونفدرالية، وأن الآرسنال سيكون على قدر الطموح، وسيسعد قاعدته في شندي وكل الوسط الرياضي، وراهن على الخبرة والطموح الوثاب.
ممثل السودان الرابع في البطولات الأفريقية هلال الأبيض، يعد ظاهرة في الكرة السودانية، مؤكداً أن المال يلعب دوراً مؤثراً في صناعة وتطور كرة القدم، إذ إن هلال التبلدي مصروف عليه وأغدق والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون عليه المال الوفير، فكانت الطفرة الهائلة والظهور المذهل للفريق في الموسم الماضي، وخلال جولتي الذهاب والإياب في التمهيدي حقق الفوز ذهاباً وإياباً على منافسهم من سيشل.. حداثة اسم هلال الأبيض تعد مغلفة بخداع كبير، لكون نجوم الفريق يملكون خبرات وافرة وجلهم عبروا عبر بوابة القمة. هلال الأبيض وقع في طريق سانغا باليندي الكنغولي الشرس، ولكن مدربهم الشاب إبراهومة يؤكد أن طموحهم لن يتوقف عند الدور الأول، مؤكداً أنهم يملكون ما يؤهلهم على التقدم حتى المجموعات على الأقل، لافتاً لما يتوافر للفريق من دعم، كما أن الزاد البشري والخبرة تجعلهم واثقين من تقديم وجه جديد لفريق اقترب من بلوغ تمامه الفني.
الاحتفالات الصاخبة في العاصمة الخرطوم الموسم قبل الماضي الذي شهد وصول عملاقي القمة (المريخ والهلال) كانت حدثاً لافتاً، إذ إن المشاهد كانت رائعة للغاية بالخروج الجماعي لكافة فئات الشعب المنقسم بين القطبين، ومنحت مؤشراً جيداً بإعادة أمجاد الكرة السودانية من جديد.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي