السودان… بيرتس قال كلمته ومشى
أسعد عبود
على وقع تصاعد وتيرة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أتت استقالة المبعوث الأممي الخاص إلى السودان فولكر بيرتس، ما يشكّل عاملاً سلبياً في الصراع الدائر منذ 15 نيسان (أبريل) الماضي.
قبل أن يطلب بيرتس إعفاءه من منصبه، أكّد المبعوث الأممي في تقرير أمام مجلس الأمن على ثلاثة أمور كانت الأكثر دقّة في توصيف الوضع الحالي في السودان، وهي أولاً، أنّ النزاع يتجّه نحو حرب أهلية شاملة، بعدما كان قتالاً بين تشكيلين عسكريين، وثانياً، لا يبدو أنّ أياً من الطرفين قادر على تحقيق حسم ميداني لمصلحته، وثالثاً، أنّ كلاً من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” يتحمّلان مسؤولية انفجار الصراع المسلح.
لا البرهان ولا حميدتي، يعترفان بهذه الحقائق، ولا يزال كلاهما يتمسّك بسردية القتال دفاعاً عن السودان، وأنّه على صواب وأنّ خصمه على خطأ. الكلام الجريء الذي قاله بيرتس قبل أن يترك منصبه، هو أنّ الرجلين هما على خطأ. لكنهما ليسا مستعدين للاعتراف بهذه الحقيقة.
استقالة بيرتس تأتي عند منعطف في مجرى الحرب التي بدأت أعداد القتلى من المدنيين تتضاعف فيها، سواء في العاصمة المثلثة: الخرطوم وأم درمان وخرطوم بحري أو في مدن دارفور. وهذه إشارة إلى اتخاذ النزاع طابع الحرب الأهلية أكثر فأكثر.
في الأسبوعين الماضيين، جال البرهان على مصر وجنوب السودان وقطر وأريتريا وتركيا، في مسعى واضح للحصول على مساعدات في مواجهة قوات الدعم السريع. واتسمت كل المواقف التي أدلى بها البرهان في زياراته بالتصعيد. وحتى كلامه عن مبادرة سياسية خلال زيارته لمصر، بدت غامضة وعامة، من قبيل دعوته مثلاً إلى تشكيل حكومة وطنية تحظى بموافقة القوى السياسية في السودان، على مدار فترة انتقالية تراوح من 9 إلى 18 شهراً، تُكلّل بإجراء الانتخابات، إلى جانب حظر أيّ مجموعات مسلّحة.
لماذا لم يتحدث البرهان عن استعداده لوقف فوري للنار قبل أن يطرح أي رؤية للحل؟ لا يمكن أية مقترحات تسوية أن تصادف حظاً من حظوظ النجاح إن لم تبدأ بهدنه ثابتة، ومن ثم يُصار بعدها إلى الدخول في حوار بين جميع الأطراف السودانيين وعلى رأسها القوى المدنية.
وكان البرهان يعتبر بيرتس عائقاً أمام الحل السياسي، وطالب أكثر من مرّة باستبداله، على اعتبار أنّ المبعوث الأممي يحمّل طرفي النزاع المسؤولية عن الوصول بالسودان إلى النزاع الدامي.
لكن هل الحل يبدأ فعلاً بتغيير بيرتس، أم بالإقرار بالأخطاء التي ارتكبها البرهان وحميدتي على حدّ سواء، عندما حالا بالتكافل والتضامن دون قيام حكم مدني في السودان منذ إسقاط نظام عمر البشير عام 2019؟ وآخر الأخطاء كان اللجوء إلى السلاح لحل الخلاف بين رجلين طامحين إلى المنصب الأول في الدولة، أكثر من أي أمر آخر.
إنّ المسألة الملحّة الآن في السودان هي وقف القتال، كي يتوقف نزيف الدم وعمليات النزوح في الداخل واللجوء إلى الخارج، وكي يكون في الإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مؤسسات الدولة.
إنّ المضي في المسار الحالي، يجعل المستقبل مكفهراً، ويدفع بالسودانيين للفرار إلى الخارج لمن استطاع، أو الموت سواء بقذيفة أو جوعاً، في حال قرّر البقاء.
كلمات بيرتس الأخيرة قبل تقديم استقالته، كانت بمثابة نذير لما يمكن أن يمسي عليه السودان في حال بقيت مقدّراته بين يدي البرهان وحميدتي.
ويتحمّل المجتمع الدولي أيضاً مسؤولية كبيرة في ما وصل إليه السودان اليوم، لأنّه تساهل مع العسكريين عندما انقلبوا على حكومة عبدالله حمدوك في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
إنّ استقالة بيرتس تؤشر إلى أنّ السودان يتجّه فعلاً نحو المجهول.
*نقلاً عن “النهار”
اولا بيرتس حقق ما جاء من اجله مثلما فعل قبله في سوريا وهو من المساهمين الاساسيين في فشل الانتقال الديمقراطي في السودان وينطبق عليه المثل السوداني (جابوهو فزع بقا وجع)
الكيزان هم الذين كانوا وراء قفل طريق الشرق من أجل إسقاط حكومة حمدوك وهم الذين قاموا بانقلاب اكتوبر وهم الذين اشعلوا الحرب الحالية من خلال تواجدهم غى الجيش. ليس كل الكيزان مع العمل عاى إفشاء الفترة الانتقالية ولكن قطاع كبير منهم هم من أفسد الحياة السياسية فى السودان