تواصلت اشتباكات متفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس، مما أدى إلى كسر الهدوء النسبي الذي شهدته العاصمة الخرطوم بعد 3 أيام من هدنة الـ 7 أيام بين طرفي الصراع، بوساطة دولية.
وجرى التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد مباحثات جدّة بوساطة سعودية-أميركية، بعد 5 أسابيع من الحرب في الخرطوم وولايات مجاورة بما في ذلك منطقة دارفور الغربية.
ووفق بيان لنقابة الأطباء السودانية، حصل عليه موقع “سكاي نيوز عربية”، لا تزال الاشتباكات جارية بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الـ 37 على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا، إذ ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 865 حالة، في حين أصيب ما يزيد عن 3634 شخصا.
وأفاد مواطنون سودانيون لـ”سكاي نيوز عربية”، بسماع دوّي إطلاق النار وكذلك قذائف في العاصمة وأم درمان، ومناطق متفرقة إلى الآن، وسط مخاوف من انهيار تلك الهدنة التي تستغل لتدبير الاحتياجات الإنسانية للمواطنين.
واتهم طرفا النزاع بعضهما البعض بـ”خرق الهدنة”، إذ أعلن الجيش السوداني صد هجوم على المدرعات من قِبل الدعم السريع، مع تدمير 6 عربات.
على الجانب الآخر، قالت قوات الدعم السريع إن الجيش اخترق الهدنة الانسانية، وقام بالهجوم عليه في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري.
فلول الإخوان
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي السوداني، ماهر أبو الجوخ، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن طرفي الصراع التزما في بداية الهدنة بوقف إطلاق النار لحد كبير، وهذا الاستقرار الكبير مقارنة بالهُدنات السابقة منحها مصداقية وفعالية أكبر.
لكن ما لبث اليوم الثاني لسريان الهدنة على الانتهاء حتى شهد “نكسة كبيرة” باندلاع مواجهات بين الطرفين، تم استخدام الطيران والمدفعية فيها والمضادات الأرضية، وأسفرت عن سقوط طائرة حربية وامتداد الاشتباكات في عدة مناطق بالخرطوم، وفق المحلل السياسي السوداني.
على وقع الخلاف العسكري بين الجيش والدعم السريع، كثف عناصر نظام الإخوان المعزول نشاطهم في الساحة السودانية رافعين رايات الحرب وفتح جبهات من العداء السافر على الاتفاق الإطاري، وسط حملة تحريض للقوات المسلحة ودعوتها الى الانسحاب من العملية السياسية تحت ذريعة قصورها على مجموعة سياسية محددة.
أسباب عودة القتال
وفي تقدير الباحث ماهر أبو الجوخ، فإن عودة القتال مجددًا وخرق الهدنة يعود لعدّة أسباب، على رأسها:
آلية مراقبة
وسبق أن أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هالة غريط، لـ”سكاي نيوز عربية”، وجود آلية لمراقبة تنفيذ “اتفاق جدة” بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
كما أكد المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، في إفادة صحفية أن أعضاء لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المكونة من مسؤولين سعوديين وأمريكيين، إلى جانب ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان يناقشون ما أثير حول انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار مع القيادتين العسكريتين في السودان وواشنطن.
المصدر من هنا