المشهد السياسي في “مكة” كان متأزماً.. اشتركت قبائل “قريش” في إعادة بناء الكعبة التي تهدمت بفعل السيول والأمطار، وعندما اكتمل البناء وبقيت آخر مهمة وهي وضع الحجر الأسود في موضعه بجدار الكعبة، وقع خلاف كبير بين قبائل قريش، كل يريد هذا الشرف التاريخي المقدس، وكاد الخلاف السياسي سيبلغ مرحلة المواجهة إلى أن اقترح أحدهم تحكيم أول من يدخل من باب البيت الحرام، فكان سيدنا محمد فوافق الفرقاء لما له من سمعة ولقبه هو “الأمين”.
محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم – وكان ذلك قبل بعثته بخمس سنوات- أدرك أنها مشكلة “بروتوكول” سياسية تتطلب الحكمة، فطلب أن يؤتى اليه بثوب، فبسطه ووضع عليه الحجر الأسود وطلب أن يمسك كل زعيم قبيلة بطرف الثوب، فحملوه الى أن بلغ محاذياً لموضعه فحمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين ووضعه في موقعه، وانتهت الأزمة.
اليوم السودان يواجه الأزمة ذاتها، أيهم ينال شرف التوقيع على وثيقة الحل السياسي، فلماذا لا نلجأ للحكمة المحمدية التي حقنت دماء قريش بمنتهى البساطة..
لماذا لا نضع الحجر الأسود في ثوب ثم يمسك كل زعيم بطرفه ونرفعه إلى مقام أمين يحفظ دماء السودانيين و أرضهم ووحدتهم، بل ويمهد الطريق إلى مستقبل زاهر..
الحجر الأسود ليس مجرد قصة تاريخية بل رمز لمعاني التسوية السياسية التي ترفع مقام الحكمة فوق الحمية الحزبية أو القبلية..
الآن السودان يمر بمرحلة احتراب تتوكأ على الحمية الحزبية و التناصر السياسي، معركة التوقيعات على الاتفاق السياسي الإطاري ليست إلا معركة “شرف حزبي”، أيهم يرفع الحجر الأسود الى مقامه، أي الأحزاب يحق له أن ينال شرف المشاركة في ترسيم خطوات الفترة الانتقالية.. و – لا قدر الله- قد يقود مثل هذا الخلاف الى مواجهة تبدو سياسية في أولها ثم استقطاب مدني- مدني سرعان ما يتحول إلى مدني – عسكري في ظل وجود المكون العسكري شريكاً أصيلاً بتوقيعه على الاتفاق الإطاري.. وقد – لا قدر الله – ينزلق هذا الاستقطاب الى مواجهة بالسيف، وعندما تخرج السيوف من أغمادها فلا أحد يعرف كم من الدماء تراق ومتى تعود إلى أغمادها..
فلنتقدي بالحكمة المحمدية التي كفت المؤمنين القتال السياسي بفكرة بسيطة سهلة حوت معاني “فوز-فوز” للجميع.. لا أحد يخسر..
ناس الكورة و الحكم فاشل لجأوا لي حكام اجانب من برة يحكموا المباريات جيبوا ناس داعش او تنظيم القاعدة او طالبان او شباب الصومال يددرسوا الراكبين راس ديل ايديهم في الموية الباردة