السودان الان

البرهان .. ( المادارك ما خربشك)

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

تحليل سياسي م. أحمد فاروق حسن
المقال الذي إطلع عليه البرهان
في العدد الأخير من مجلة «فورين افيرز» العريقة (سبتمبر- أكتوبر 2022م) المفكر والسياسي الأميركي المعروف( ريتشاردهاس) رئيس مجلس الشؤون الخارجية تحدث فيه عن تحديات السياسة الخارجية لبلاده ، في مرحلة تشهد تفاقم أزمات النظام الدولي وتراجع النموذج السياسي الأميركي. في مقاله الموسع الذي حمل عنوان: (عشرية خطيرة: السياسة الخارجية لعالم متأزم)، يذهب (هاس) إلى أن التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية الحالية تتركز في ثلاث معطيات محورية هي
– إنهيار توازنات النظام الدولي
– وبروز تحديات كونية غير مسبوقة
– وتصدع الوضع الداخلي في الدولة العظمى
يشير هاس إلى ثلاث ظواهر خطيرة تندرج في إطار المعادلة الجيوسياسية التقليدية هي
– عودة التنافس بين القوى الدولية الكبرى
– وبروز ميول إمبراطورية جديدة لدى بعض الدول
– واستفحال الصراع حول الموارد الطبيعية والغذائية في العالم
ويواصل هاوس مقاله أن المحاولات التي بذلتها الولايات المتحدة خلال الثلاثين عاماً الأخيرة لدمج روسيا في منظومة الأمن الدولي فشلت كلياً، فأن رهانها على استيعاب الصين في المنظومة الاقتصادية العالمية لم يفض إلى النتائج المتوخاة في المستوى الاستراتيجي، وهكذا تجد الولايات المتحدة نفسها لأول مرة خارج الدبلوماسية الثلاثية التي يتوقف عليها أمن العالم واستقراره،و إنعكست هذه الأزمات الجيوسياسية على سبل مواجهة التحديات الكونية الجديدة هذا ما أطلع عليه البرهان.
الملاحظه المهمة عند هاوس
ما تعيشه أميركا حالياً هو تصاعد العنف السياسي واستفحال التناقضات الإجتماعية وإنحسار ثقة المواطن في المؤسسات العمومية، بما يشل القرار الاستراتيجي الأميركي في عالم مضطرب يحتاج إلى الدور المحوري للولايات المتحدة، ومن هنا يخلص هاس إقتراح توجهات جديدة للسياسة الخارجية الأميركية تستند إلى ثلاثة محاور هي
1/ التعددية التي تقوم على المصالح وحفظ الأمن والاستقرار بدلاً من نشر القيم والأيديولوجيات.
2/ والشراكات الواقعية التي تقبل إختلاف النماذج والخيارات والنظم السياسية.
3/ وتوطيد الوحدة الداخلية الأميركية وتحصينها من التصدع والإنقسام لصالح الاستقرار العالمي.
الخلاصة عند المحللين
ما يريد هاس أن يقوله هو أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنسحب من نظام عالمي كانت هي الطرف الأول المسؤول عن صياغته وضبطه ومصالحها الحيوية مرتبطة به عضوياً، إلا أنها في الوقت نفسه تزيد من إحتمالات عزلتها ورفضها في حال حاولت فرض نموذجها السياسي والحضاري خارج حدودها وعن طريق الضغط والعنف كما كان الشأن غالباً بعد نهاية الحرب الباردة. إن هذه النغمة الواقعية العقلانية هي ما يستوقفنا في أطروحة ريتشارد هاس في ما وراء المواقف التي عبر عنها في سياق الصراع الدولي الجديد.
التوجيه ببداية الحوار الاستراتيجي
ويؤكد خبراء العلاقات الدوليه الزيارات المتبادلة والإجتماعات الثنائية في المناسبات الهامة متعددة الأطراف والمؤتمرات الإفتراضية والمحادثات الهاتفية وتبادل الرسائل،لاتفي بالغرض المطلوب وأن وضع العالم والإقليم يحتاج إلى لقاءات مختلفة وتبادل لخبرات الحوكمة بطريقة متعمقة وصريحة مع الدول الكبرى لدفع العلاقات الثنائية والتعاون العملي في مختلف المجالات مثل الإقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والتبادلات الشعبية يحتاج إلى منهج مختلف
ويؤكد المحللون أن هذا الإهتمام الأمريكي الجديد بتغير الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي يتطلب من الأجهزة الحالية “الحوارات الاستراتيجية” تضمن حداً أدنى من التنسيق مع الولايات المتحدة على صعيد الاستراتيجيات الأمنية، خاصةً فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ،وكذلك فيما يخص الاستراتيجيات الاقتصادية والتجارية.
إطلع البرهان على تقارير الدورية من الأجهزة المختصه وكان كأميز تقرير عرضته الأجهزة عن المفكر والسياسي الأميركي المعروف (ريتشاردهاس)، رئيس مجلس الشؤون الخارجية – بدأ في تكوين اللجان .
الفرصة سانحة
وأكد مراقبون ومقربون من مراكز إتخاذ القرار أن معظم الأفكار والنظريات المطورة في الفترة السابقه ،تعتبر أفكار مركزية الدولة ،ودوافع الدولة للقوة والأمن في محورية قضايا الحرب والنزاع،لكن الآن الوضع فيه ودوافع مختلفة للحوار الغربى والعالم ويؤكد مقربون من البرهان أنه وجه الأجهزة بالخروج عن قوالب النمطية ،مستصحبة معها (وعوامل القوةالأخرى) تاريخاً لتفاعل ،ونمط العلاقات ،وغيرها من العناصر الأخرى وأن يعكس الحوار مساحة الإتفاق بين السودان والولايات المتحدة / والسودان وفرنسا / السودان وألمانيا / السودان والسعودية / الإمارات وأكد على أهمية هذا الحوار لأنه يتناول قضايا استراتيجية على المستوى الثنائي أو الإقليمي.
عودة المؤسسات
يرى المحللون الفترة الحالية تشهد عودة لدور المؤسسات في الولايات المتحدة مثل وزارة الخارجية والدفاع والاستخبارات الأمريكية ،وهو خبر طيب بالنسبة للسودان ،لأن هذه المؤسسات لها تاريخ طويل جداً في العلاقة مع السودان ودائماً ما تنظر للعلاقة من منظور واقعي من منظور المصلحة العامة للولايات المتحدة والسودان ،ولا تجعل العلاقة بين البلدين أسيرة ملف واحد.
البرهان وصفر مشاكل
وأكدت المصادر أن البرهان يتجه لتشكيل لجان مشتركة من الجهات ذات الصلة لبداية التجهيز للحوارات وفق المحاور الآتية
أولها عدم تجزئة الأمن
ثانيها التحاور
وثالثهم التضامن الإقتصادي
ورابعهم التوافق الثقافي والإحترام المتبادل
وأكدت مصادر مطلعة أن الحوار سيشمل أمريكا وفرنسا وإنجلترا ومصر والسعودية والإمارات وتركيا ودول الجوار بلا استثناء ، ويؤكد المراقبون أن حال البرهان وكأنما يشبه تعامل الدول الكبرى والإقليمية معنا ما بمثل السوداني (المادارك ما خربشك).

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة

تعليق

  • اهلنا بقولوا المادارك ما لامك (لوم) ما خربشة عنده مخالب دا مش يخربشك دا ياكلك يم متوحش