تقرير ــ هبة عبيد
كان من أهداف ثورة ديسمبر إبعاد الإسلاميين من السلطة، وهو أمر نجحت فيه بإسقاط نظام الإنقاذ بشكل كامل وتجريدهم من كل المكتسبات التي حققوها عبر فترة الحكم التي استمرت ثلاثين عاما ، وتمت ملاحقتهم واعتقال عدد كبير منهم، وظلت دائما الخطابات تتحدث عن إبعادهم من السياسة، ولكن حديثا جديدا على لسان عضو المجلس السيادي الفريق أول ياسر العطا يقول فيه لابد من عمل اتفاق ما مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الإسلامي لإبعاد التطرف الديني وجلبهم للطريق المعتدل للسير في درب الديمقراطية وبناء الدولة المدنية، الأمر الذي جعل علامات التعجب والاستفهام حوله!!
الوطني مرة أخرى
هذا الأمر أرجعه الكثيرون الى ظهور قادة بارزين في حزب المؤتمر الوطني “المحلول” خلال نشاط حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية، التي نظمت المؤتمر العام الأول وسط مُشاركة لافتة من حلفاء الحزب المحلول، وشاركت في المؤتمر العام للحركة أعداد كبيرة من قيادات الصف الثاني للمؤتمر الوطني وكوادره الشبابية والطُلابية حيث رددوا هتافات تُشير إلى الخلفية الإسلامية للتنظيم الجديد ، كما شارك في المؤتمر شخصيات كانت حليفة للنظام السابق على رأسهم فرح العقار وتجاني سيسي فضلاً عن مساعد الرئيس المعزول عبد الرحمن الصادق المهدي، وتم بموجبه تعيين الأمين العام للحركة عبد الواحد يوسف لدى مُخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الذي عقد في قاعة الصداقة، إنهم يسعون لتعزيز العلاقات مع كل القوى السياسية وتمتين صلات السودان مع دول الجوار،وأوضح بأن الحركة تدعو للسلام والتسامح ونبذ الكراهية والتعصب الديني والإثني.
تضارب الرؤى
ويقول أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية محمد خليل الصائم ان الحلول الناجعة للأزمة السياسية هي الوصول بالناس الى انتخابات وان تأتي حكومة ديمقراطية تعمل دستورا دائما، ولكن الاتفاق مع المؤتمر الوطني أمر غير مقبول، ويشير محمد خليل في حديثه الى (الإنتباهة) الى أن المجلس السيادي يعاني من مشكلة عدم توحيد الخطاب السياسي، وقال إن الخطاب السياسي غير موحد والرؤى متضاربة، وزاد كل شخص يغرد بطريقته،ولفت الى ان توحيد الرؤية السياسية بالنسبة لمجلس واحد مهم جدا الآن لأن كل مسؤول يصرح على طريقته حاجة سيئة لأنه يسبب عدم مصداقية وعدم ثقة عميقة بين المواطنين والمسؤولين شيء غير مقبول بالنسبة للثورة لكل المواطنين هذه الطغمة الفاسدة الذين يدعون أنهم إسلاميون مبعدون بأمر الثورة ليس هناك داع للاتفاق معهم، وتابع يبدو أن العطا يقصد في حديثه المؤتمر الوطني لجهة أن القيادي بالحزب المخلوع علي كرتي لديه دور في تدوير الدولة، وأردف اذا مقبول لياسر العطا وجود الإسلاميين مرة أخرى بإمكانه عمل اتفاقية معهم.
تحذيرات
وكان عضو المجلس السيادي الفريق أول ركن ياسر العطا، حذر القوى التي تحمل السلاح من غير القوات المسلحة، من مغبة ابتزاز الدولة ومحاولة فرض أجنداتها، وقال إن عليها الخضوع لسُلطة الدولة حتى يتم دمجها وفق الإجراءات الفنية المتعارف عليها، وأكد على أن حكومة الثورة المدنية قادمة، وقال إن القوات المسلحة لا تطمح في الحكم ولا تستخدم التكتيكات السياسية للاستمرار فيها، بل منحازة إلى خيار الشعب في الانتقال للحكم المدني الديمقراطي وإلى الثورة منذ انطلاق شرارتها الأولى.
عودة مؤكدة
أما المحلل السياسي د. راشد المبارك يرى بأنه لا غضاضة في الأمر لجهة ان كل المؤشرات تؤكد عودة الإسلاميين ولكن المعني من حديث العطا هو عقد مصالحة مع الإسلاميين المعتدلين المؤمنين بالديمقراطية مثل الإصلاح الآن والمؤتمر الشعبي وتيار في أنصار السنة وغيرهم الذي يسيرون في ذات الاتجاه، وقال لـ (الإنتباهة) لكن يجب التعامل بحذر مع هذا الاتفاق حال عقده لأنه ربما يحدث الأمر الذي يتخوف منه الجميع وهو عودة الحزب المخلوع لأنه بذلك ستقوم ثورة جديدة ولن تصل البلاد الى بر الأمان وستكون حلقات متواصلة من مسلسل المظاهرات والموت.
المصدر من هنا
الثورة التي تمارس الاقصاء ليست ثورة . الثورة تحاسب من اجرم .
من يدعون الثورة اليوم كلهم شارك البشير الحكم . حتي كبير المنافقين عرمان عمل مستشار للبشير .
الذين يمسكون بالذمام هم اكثر اقصااء وغير مؤهلين للحكم بل عملاءء بامر الخارح بصورة مكشوفة ومرفوضة . السلاميون جزء من المجتمع من لم بتصالح معهم لن يستطيع ان يحكم مهما اجتهد ولن ينجح مطلقا . هم جربوا الاقصاءء ولم ينجحوا فلا تجربوا المجرب