كتابات

عثمان ميرغني يكتب الخرطوم.. تختنِق

مصدر الخبر / جريدة التيار

يوم الخميس أمس الأول، كان مثيرًا للدهشة، تجمَّدت شوارع مدينة الخرطوم تماماً، وتعطَّل المرور لساعات طويلة ظلت خلاله السيارات تصطف أمام الجسور دون جدوى فيضطر المواطنون لترك الحافلات وقطع ما تبقى من المشوار مشياً على الأقدام لمسافات طويلة يتحمَّلها الشاب القوي المعافى والشيخ الضعيف والمرأة المرهقة بعد يوم عمل طويل.

وليس المشكلة في تعطل المرور، فهي لم تكن الحادثة الأولى وغالباً لن تكون الأخيرة، لكن المدهش حقاً لا أحد يعلم حتى اللحظة ماهو السبب الحقيقي وراء احتقان الشوارع، فلا ولاية الخرطوم على أي مستوى رأت حاجة للإفصاح ولا الجهات النظامية مثل الشرطة ولا حتى القوات المسلحة التي نشرت لها مواقع التواصل الاجتماعي صور دبابات محمولة في شاحنات ضخمة تعبر الجسور بين الخرطوم وأم درمان.

غياب المعلومات جعل المواطنين يتلقفون الإشاعات بلهفة، مهما كانت بعيدة عن الواقع، مثل التي تحدثت عن “ماراشات الموسيقى العسكرية” تبث من الإذاعة والتلفزيون الرسميين.

ومع ذلك من الحكمة أن يتركز النظر في حال هذه العاصمة التي يكفي تعطل سيارة واحدة في أحد جسورها أن يضع كل مواطنيها في قفص لا يستطيعون حراكاً ولا يسلكون خيارات أخرى.

هذا الوضع فيه خطورة بالغة على الأمن العام للمواطن، فالأمر يبدو أشبه بحريق في صالة أفراح ليس لها سوى باب واحد ضيِّق فيتقاتل الفارون في الخروج فتكون الضحايا من التزاحم أكبر كثيراً من الحريق.

ما مصير المواطنين في الخرطوم إذا لا قدَّر الله تعرَّضت لأي حادث كبير، وفي الخاطر الهواجس التي تسود الأجواء الآن، كيف تستطيع الحكومة تنفيذ خطة إجلاء عاجلة للشوارع في مدينة الخرطوم؟ حتى لا يتسبب الزحام في تفاقم الأوضاع عند الضرورة؟

من الحكمة أن لا تظل مسألة إغلاق وفتح الكباري بهذه الطريقة المتخلفة البطيئة والمؤثرة على الأوضاع، لابد من تجربة طرق أخرى للسماح بتدفق المرور عبر الجسور حتى في أكثر الظروف تعسُّراً، فالطريقة المتبعة -الآن- في التعامل مع الجسور تتطلب مدة زمنية تزيد عن الساعة لإغلاق جسر واحد ومثلها عند إعادة فتحه.. هذا مشروع اختناق كارثي خطير.. لا قدر الله.

وعلى المستوى الاستراتيجي من المهم توزيع مؤسسات الدولة على المدن الثلاث حتى لا تتحمَّل الخرطوم وحدها عبء ملايين يفدون إليها صباحاً ويغادرونها مساءً.

عن مصدر الخبر

جريدة التيار

تعليقات

  • عوج الطنضب وكت ما قادرين عربية يتناولا كرين تشل الحركة و النظاميين اوع تتكلم و الا الفيلة دايرالها رفيقة عربات بدون نمر و حوامة نص المدنيين يخلع الزول زمان الا تكون عامل قلولا و النظامي كان قلتليهو ملكي يننفخ يقيف زيق