السودان الان

ساطع الحاج لــ (الانتباهة): أمثال مبارك الفاضل يجب أن يخرجوا من الصورة تماماً 

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

حوار: محمد جمال قندول
بهدوء شديد أجاب رئيس الحزب الناصري تيار العدالة الاجتماعية القانوني الشهير ساطع الحاج عن أسئلة (الانتباهة)، حيث قدم مرافعة موجزة وهو يطوف على شواغل المشهد السياسي، فالرجل تحدث عن الاتفاق الاطاري وقال ان الهدف الرئيس منه احداث التحول الديمقراطي وإقامة الدولة المدنية والاتجاه لتحقيق التحول الديمقراطي، كما اكد انه يجب عدم الخلط بين الرموز التي شاركت في نظام البشير والمؤسسات الحزبية، غير انه دعا الى ضرورة مغادرة مبارك الفاضل وغيرهم من الذين شاركوا الانقاذ الحكم واتاحة الفرصة لاجيال اخرى، وانتقد ساطع التدخل الغربي في البلاد، وقال انه ليست هنالك مصلحة للمشروع الغربي الليبرالي في قيام الدولة المدنية بالسودان، ووصف ساطع الحاج المشهد السياسي بالمعقد بسبب الكثير من العقبات والتحديات.. حسناً لندلف لافادات رئيس الحزب الناصري تيار العدالة.
* كيف تقيم المرحلة الثانية من العملية السياسية الجارية؟
ــ اعتقد ان الهدف الرئيس اصلاً احداث التحول الديمقراطي وإقامة الدولة المدنية، والاتجاه لتحقيق التحول الديمقراطي يحتاج الى ادوات، والاطاري جزء منها للتوصيل لطريق التحول الديمقراطي، وكلما وجد التفافاً شعبياً كبيراً كان اداة للوصول وارتفعت قدرته على تحقيق تحول ديمقراطي، وكلما قل الالتفاف حوله نقصت قوته على تحقيق هذا التحول، وهي محاولة جادة لتحقيق هذا الهدف، ولا املك الا ان اتمنى لها ان تحقق هدفها بالوصول للتحول الديمقراطي بشكل ايجابي.
* الحزب الناصري يقال انه التحق بالعملية السياسية.. ما مدى صحة ذلك؟
ـــ هنالك حزب ناصري آخر وقع على الاطاري، وليست لدينا اية علاقة بذلك الحزب.
* لكن هنالك تيارات وكتل رئيسة فاعلة في المشهد ترفض الاطاري على غرار الكتلة الديمقراطية؟
ـــ الاتفاق الاطاري لم يجد حظه من الدراسة بشكل علمي وعقلاني، وكثير من الآراء التي هاجمت الاطاري اتسمت بالعاطفة اكثر من العقلانية، وعلى الرافضين ان يعيدوا دراستهم للاتفاق.
* انتم لستم جزءاً من الاطاري؟
ـــ لم نوقع عليه، وهذا لا يمنعنا من ان نقول انه واحدة من الادوات الجيدة التي يمكنها تحقيق التحول الديمقراطي.
* عدد كبير من لجان المقاومة ترفض الاتفاق، الا يمثل ذلك انتكاسة؟
ــ كما قلت لك ان آراءهم بنيت على مسائل عاطفية وليست عقلانية وتفتقر لكثير من المعلومات، وبالتالي اي رأي يكون مبنياً على معلومات.
* انت لم تنتقد الاطاري وفي نفس الوقت لستم جزءاً منه اين انتم من الساحة السياسية؟
ــ الاطاري يتحدث عن فكرة التحول الديمقراطي وانه جزء من التحول الديمقراطي وجزء من القضايا الخمس، ولكن الآن الاشكال ان هنالك استقطاباً بين معسكرين، وكأنما نحن فريق كرة قدم ونحن في مرحلة بناء حقيقي للوطن، وبالتالي قوبل الاطاري بطريق مرفوض بالنسبة للتقييم، ولا يمكن ان نصل لحلول صحيحة وحقيقية.
* كيف تقرأ الراهن السياسي بشكله الحالي؟
ــ الراهن السياسي شديد التعقيد، وهناك كثير من العقبات والتحديات تواجه قضايا التحول الديمقراطي على رأسها المكون العسكري والدعم السريع اللذان لا يرغبان في ترك السلطة حتي وان اعلنا ذلك، ولا يرغبان كذلك في اقامة تحول ديمقراطي حقيقي. والمكون العسكري ينظر للقوى المدنية كقويى غوغائية، ومسألة الخروج من السلطة ليست تصريحاً صحفياً وانما يكون على ارض الواقع، والمكون العسكري غارق في السلطة حتى اذنيه من الحادي عشر من اكتوبر، ولم يتراجع قيد انملة من التغلل، وقام بخرق الوثيقة الدستورية اكثر من مرة لترسيخ اقدامه في السلطة، وهذا واحد من التحديات الرئيسة التي يجب الانتباه لها، ولا بد ان انتقد الدور الغربي الكبير وتدخله، ولكن ليس بمفهوم (الكيزان) او المفهوم العاطفي، ولكن بالمفهوم العقلاني التدخل الغربي يشكل عقبة حقيقية امام التحول الديمقراطي، ولا يمكن ان اقتنع بأن التدخل الاستخباراتي الذي تقوده الدول الغربية يمكن ان يقود لبناء دولة ديمقراطية في السودان.
* ولكن بعض الاصوات ترى ان الاتفاق الحالي مدعوم اقليمياً ودولياً مما تسميهم انت الدول الغربية ومعزول شعبيا؟
ـــ الاتفاق الاطاري مدعوم دولياً والدعم الدولي في اطار بناء السودان على الديمقراطية، ولا ننظر له على أساس ان فولكر عمل او لا، فالفكرة الاساسية اعادة بناء السودان على اسس مدنية، ويبقى هل المشروع الغربي يدعم هذه الفكرة حقيقة ام لا.
* وما هو التقييم الصحيح؟
ــ ليست هنالك مصلحة للمشروع الغربي الليبرالي في قيام الدولة المدنية، وهذا المشروع لم يساعد منذ عام 55م وحتى هذه اللحظة في اقامة الدولة المدنية في السودان.
* تأخر تشكيل الحكومة تسبب في مشكلات عديدة.. هل تتوقع ان ينجز هذا الاتفاق حكومة قريباً؟
ـــ الاتفاق الاطاري يأتي من قوة المؤيدين والمؤمنين بفكرته، وهذا يؤدي لتحول الاطاري لمشروع قومي تلتف حوله الملايين من الشعب حال حدث هذا، واتمنى ان يحدث وان تقف الارادة الشعبية سداً منيعاً في السودان وامام طموح المكون العسكري والدعم السريع.
* الاطاري رفض دخول قوى سياسية، وقادة الاعلان متمسكون بعدم فتحه.. الا يشكل ذلك نوعاً من الاقصاء الهادم لفكرة التوافق الوطني؟
ـــ في ثورة مثل ثورة السودان بعد ثلاثين عاماً من الكبت والارهاب وسبقتها (16) سنة وتاريخ البلاد منذ عام 55م مؤلم، وما يحدث الآن لرفضنا وتخوين هنا وهنالك، ودون إزالة هذا الغبار لن نستطيع ان نرى الطريق الصحيح، ولست منزعجاً، وحركة الرفض ورفض الآخر افراز طبيعي لبلاد خرجت بعد سنوات طويلة من الكبت والارهاب، ولذلك العاطفة جياشة، وأدعو لاعلاء العقلانية على العاطفة حتى نرى الطريق الصحيح، وليس من المفيد ان نبني مواقفنا على العاطفة، ويجب ان ننظر لمشروعات مهمة مثل الصحة والتعليم، ويجب ان نتفق حولهما ونبني ويكون الاثنان واحدة من الشعبتين الرئيستين بالتحول الديمقراطي، ودونهم لن نستطيع ان نقف.
* الاتفاق الاطاري رفض انضمام مبارك الفاضل المهدي.. الا يعد ذلك اقصاءً؟
ـــ مبارك الفاضل جزء من الافراز العاطفي، حيث انه كان جزءاً من نظام الانقاذ وشاركه الحكم، وبالتالي افترض ان أمثال مبارك الفاضل يجب أن يخرجوا من الصورة تماماً ويتركوا احزابهم لاجيال اخرى، وسبب خلط الامور ان الرموز السياسية التي عملت مع البشير وقوت نظامه مصرة على ان تكون جزءاً من المشهد، ويجب ان نفرق بين الشخصية والمؤسسة الحزبية، والذين ينتمون لمؤسسات حزبية من حقهم ان يكونوا مشاركين، ولكن الرموز التي شاركت البشير يجب ان تخرج باحترام من المشهد السياسي.
* لكن الاطاري من ضمنه قوى شاركت البشير في الحكم على غرار الشعبي والاتحادي الاصل وجماعة انصار السنة؟
ــ الشعبي على اقل تقدير لاكثر من (20) عاماً كان خارج السلطة وانتقد تجربته، والآن رموز الشعبي الموجودة المتحركة ربما لم تكن في السلطة في العشرية الاولى، ولكن على اي حال تغيرت رموزه وكوادره، وهذا يؤدي الى تخفيف الغلواء العاطفي تجاه المؤسسة.
* كمال عمر كان نائباً في برلمان البشير حتى سقوط الانقاذ؟
ــ هنالك اتفاقيات كثيرة ادخلت الناس البرلمان، ولا احسبه جزءاً من النظام البائد، وناس الحركة الشعبية كان لديهم جزء كبير في البرلمان، وبالتالي البرلمان يجب معالجته برؤية مختلفة.
* والحزب الاتحادي الاصل؟
ــ في تقديراتي غير موقع.
*وتوقيع السيد الحسن؟
ــ  الحزب اخرج بياناً قال فيه ان الحسن لا يمثل الحزب، وحتى وجود الحسن خلق ازمة.
* وجود الحسن خلق ازمة؟
ــ ليس داخل الاطاري وانما يربك الحركة السياسية كثيراً، ولكن يجب أن نفرق بين الرموز والشخصيات.
* خروج حزب البعث من المجلس المركزي الا ينتقص من قدرة الحرية والتغيير على احداث فارق؟
ــ هذا يُسأل عنه ناس الحرية والتغيير، والمشكلة انها انقسمت لثلاثة اقسام، والمشهد كله يحتاج الى اعادة تقييم من جديد، والبعث حزب له رمزيته وخروجه يجب ان يخضع لدراسة عميقة من الحركة السياسية للوصول لرؤية سليمة، وألا تكتفي فقط بانه اضعف المجلس المركزي او قوى الجذريين.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة

تعليق