كتابات

رقية الزاكي تكتب شبح الحُمَّى القاتلة

مصدر الخبر / الحراك السياسي

المجهول المخيف هذه المرة, مرض يتنقل من ولاية لأخرى ومن إقليم لآخر ويقوم بحصد الأرواح بلا هوادة، وحصيلة الموت تفضح قساوته. في البدء أدخل الرعب في قلوب مواطني كردفان وهو مرض يتشكل في هيئة حُمَّى مجهولة ويتجسد في هيئة قاتل محترف.

ولاحقاً فسرت الحُمَّى وصنفت (حُمَّى ضنك) خطيرة وتشتد خطورتها حين تصيب أصحاب الأمراض المزمنة، حيث لا تقوى أجسادهم على تحمل وطأتها ويكون المصير هو الموت.

الحُمَّى الآن تنتشر بسهولة انتشار النار في الهشيم ومؤخراً حطت برحالها صوب ولاية البحر الأحمر وهي ولاية ذات خصوصية، كونها تحتضن الموانئ وتكثر فيها الحركة والاختلاط.

المعلومات التي وردت من هناك تتحدث عن اجتياح الحُمَّى لمناطق عديدة في الولاية، وفي أكثر من محلية وفي أكثر من منطقة، مثل مناطق أيكوك وهيبت والقنب والأوليب وتمالا، ومحليات على مقربة من مدينة بورتسودان.

والإحصائيات عن الإصابات تتحدث عن عشرات الحالات وصلت إلى مستشفيات بورتسودان، بخلاف وقوع وفيات حددت بـ(3) حالات وفاة.

وقبل الانتشار الأخير للحُمَّى في كردفان والجزيرة وكسلا ومؤخراً البحر الأحمر، في أيام الفيضانات التي اجتاحت الولاية الشمالية، تفشت نفس الحُميات في محليات مروي والدبة ومحليات أخرى في الشمال تسببت في موت العشرات هناك.

ووقتها كان للأثر البيئي الذي أحدثته الفيضانات باع طويل في تفشي المرض، وكان أن سبقت كسلا الولاية الشمالية في أخذ نصيبها من المرض القاتل.

وفي كل التجارب السابقة وملابسات تفاصيل الحُمَّى القاتلة القاسم المشترك كان هو الوضع البيئي في تفاقم المرض وفي سرعة انتشار الحُمَّى، لذلك فالخطورة في الوقت الحالي في ظهور الحُمَّى في البحر الأحمر، كون أن الولاية تشهد أمطاراً غزيرة والبرك والمياه الراكدة منتشرة، حتى داخل المؤسسات وفي الشوارع، وهذه أرض خصبة لزيادة المرض بتواجد البعوض وناقلات الحُمَّى.

ظهور الحُمَّى في البحر الأحمر مؤشر خطير نظراً للظروف البيئية في الولاية في الوقت الراهن، وهطول الأمطار بغزارة وتردي البيئة.

والمسؤولية تقع على السلطات الصحية لتدارك الوضع وقطع الطريق أمام تفشي المرض، وأي انتظار وقتل للوقت سيقود الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه.

عن مصدر الخبر

الحراك السياسي