كتابات

عثمان ميرغني يكتب خطاب دقلو

مصدر الخبر / جريدة التيار

أمس؛ ألقى الفريق أول محمد حمدان دقلو خطاباً مرتجلاً أمام حشد من الإدارات الأهلية فانفجرت الأسافير بمقاطع منه ولكم كانت دهشتي وأنا أقرأ النقل النصي للخطاب في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم استمع أكثر من مرة للمقطع المصور فأجد الفارق كبيراً بل وخطيراً.

الذين نقلوا مقتطفات من خطاب دقلو في مواقع التواصل الاجتماعي وضعوها في سياق يبدو فيه كمن يشتكي من سلطة هو شريك أصيل فيها بل الرجل الثاني بالترتيب البروتوكولي الدستوري.. فهو يشتكي من التمييز في حق التظاهر، فيسمح للبعض الوصول الى القصر الجمهوري عبر كباري مفتوحة، بل في اتجاه واحد، بينما هناك مجموعة أخرى تقفل في وجهها الكباري وتمنع من الوصول إلى القصر الجمهوري.

والحقيقة من سياق حديث دقلو، قال أن إغلاق الكباري أمام البعض فيه تمييز وتفرقة (وخيار و فقوس).. لكن بالضرورة فتح الكباري للجميع سيتسبب في مشاكل أكبر، فالحل في الاستماع لمطالب الجماهير والاستجابة لها..

وفي يقيني هذا ما يجب أن يحدث، فالأمر ليس مجرد مواكب وكباري مفتوحة أو مقفولة أو وصول إلى القصر الجمهوري من عدمه، الأمر هو مطالب جماهير تحاول أن تبلغ صوتها لمن يهمه الأمر، و من الحكمة الاستجابة لها طالما أن المطالب معروفة للجميع..

مواكب الثوار من صباح يوم 25 أكتوبر 2021 ترفع شعاراً واحداً لم يتغير، الحكم المدني وإنهاء الشراكة.. وبدلاً من فتح أو اغلاق الكباري لماذا لا يستجاب لهذا المطلب طالما هي معروفة وتعتبر من أساس بناء دولة السودان الحديث؟

من الحكمة أن نضع حداً لكل هذا الهرج والمرج، تطويل عمر الأزمة ولو بساعة واحدة يدفع ضمنه كل الشعب السوداني من رحيق عمره الوطني الضائع هدراً.

ولحسن الحظ بلادنا لا تشتكي معضلة وجودية مثل بعض الدول التي تعاني من حروب أهلية أو أزمات مستحكمة، أزمتنا تتخلص في هياكل الحكم، الكراسي، مهما تدثرت بالشعارات والمحسنات البديعية.

سنفوز كلنا.. لا أحد يخسر، وسيكون متاحاً لجميع أن يعمل كل على شاكلته، فالبلاد واسعة وخيراتها وارفة.. تسعنا كلنا باختلافاتنا السياسية وحتى المزاجية..

عن مصدر الخبر

جريدة التيار