مشهده وهو يتلو ردود امتحان تنظيم مهنة القانون وهو مستلقٍ على أحد أسرة مستشفى المقرن الجامعي، يجسد معانٍ كثيرة عن الإصرار والعزيمة وتحدي الصعاب، ومنح الآخرين دروساً مجانية في أن لا حدود للطموح، وأن لا يأس مع الأمل فلولاه لاستبد بالناس اليأس.
الطالب فهد قهر الإعاقة القسرية التي داهمته وباغتته بحادث سير كسر رقبته وأصابه بشلل رباعي، وإن كان الحادث قد تسبب في تعطيله جسدياً لكنه لم يستطع هزيمته نفسياً وروحياً، وظل صامداً. جلس فهد لامتحانات الشهادة السودانية وحقق فيها نجاحاً أهله للدخول لكلية القانون جامعة بحري، والآن خلص من دراسته بتفوق وجلس لامتحان تنظيم مهنة القانون (المعادلة).
وفي أثناء جلوسه لامتحان المعادلة زاره وزير العدل وعدد من طاقم مجلس مهنة القانون، وأظن أن كلاً من زاره أصابته الدهشة من هذا الصمود والقوة التي تجسدت في إيمانه.
وحينما حكت لي مسؤولة الإعلام بوزارة العدل (نجلاء) حكايته وهي تتحدث بنبرة مملوءة بالافتخار بتجربته وليس الشفقة، قصدناه نحن في صحيفة (الحراك) لنقل تجربته، وكان للأستاذ التاج عثمان قدح السبق، وكان في الموعد كعادته، وبالفعل يجد القارئ في عدد اليوم ما خطه قلم الأستاذ التاج عن حكاية فهد.
فهد محمد توفيق محمد حالة تستحق الوقوف والتأمل ظل صامداً وهو يرد على كل أسئلة الامتحان، من داخل سرير بمستشفى المقرن الجامعي التابع لجامعة النيلين.
غرفته داخل المستشفى بالطابق الثالث كانت محط أنظار بسبب عظمة الصمود والطموح، والإيمان بالقدر والتغلب على مصائب الزمان الذي جسده
هذا الشاب. ظل طريح الفراش ومغالبة المرض لنحو عشرين عاماً لكنه لم يتراجع عن طموح ولم يتراجع عن رغبة في التعليم، وهو يطمع في أن يصبح محامياً لا يشق له غبار أو مستشاراً قانونياً.
فهد بذل كل ما بوسعه وقطع الطريق أمام أي استسلام للمرض والتخلي عن الطموح والدراسة، وبقي أن يجد الدعم والمساندة ومثل صموده أمام كل المصاعب، على الآخرين أن يتحلوا بذات العزيمة ليرفعوا سقف الآمال له، بتلقي العلاج وطرق كل الأبواب وكل الفرص التي وفرها الطب.
لم تتوقف عجلة التطور في كل المجالات وإمكانية إيجاد حلول طبية للشاب فهد، لا تزال مفتوحة على مصراعيها.