كتابات

رقية الزاكي تكتب قواعد بلا أحزاب

مصدر الخبر / الحراك السياسي

في مدينة كسلا يجدر القول إن القواعد موجودة والغياب تشكله الأحزاب نفسها، فالواقع يشير إلى وجود قواعد بلا أحزاب.

شباب متحمسون للانضمام إلى قوى حزبية تقنعهم ببرامجها الطموحة التي تناسب جيلهم وأهدافهم وطموحاتهم السياسية، لكنهم في الوقت الحالي لا يجدونها.

تحدث معي أحد شباب كسلا بعد اجتماع وفد الآلية الثلاثية برئاسة فولكر بيرتس مع فعاليات مجتمعية جلهم شباب، أثناء زيارة فولكر ووفده إلى المدينة الخميس الماضي، الشاب بعث بصوت لوم لأحزاب قوى الحرية والتغيير على وجه الخصوص، لإهمالهم كسلا والشرق عموماً وترك حبل قارب الانتماء للقبيلة.

هذا الشاب قال إن الأحزاب لم تطرح لهم برامجها بشكل مقنع ولم تستميلهم ولم تهتم بإدخالهم في العملية السياسية، عبر بوابة التنظيم وهم يحتاجونه كثيراً.

تفاصيل كثيرة لما دار من حوار مع هذا الشاب الذي بدا متحمساً للانضمام وبرر لرغبته هذه بقوله (الشباب هنا حينما لم يجدوا أحزاب احتوتهم القبيلة).

الشاهد في حديثه أن فولكر ووفده أثناء زيارة كسلا لم يلتقوا بحزب سياسي، واللقاءات كانت مع نظارات قبلية (ترك … دقلل).

الكرة في ملعب الأحزاب السياسية لضم كوادر شبابية يمكن أن ترفد الحزب المعني، وترفد برامجه بالحماس والطاقة والإمكانيات الفتية الغضة الطموحة.

هؤلاء يتحلون بدرجة وعي تحملهم على توسيع نظرتهم للمستقبل بتوسيع دائرة التفكر والوعي لديهم إلى أبعد من حصرهم داخل نظاق ضيق، هم يبحثون عن برامج وتفعيل الأحزاب لآليات طرح برامجها أمر مهم بالنسبة للحزب.

الانشغال بالحراك الحصري بالعاصمة الخرطوم يفقد الأحزاب قواعد واسعة في الولايات، يمكن أن تشكل رصيداً كبيراً لها.

وصوت الشاب الكسلاوي بمثابة دعوة جادة للأحزاب من إعادة النظر في برامجها المطروحة ومخاطبتها لشرائح الشباب، وفي كيفية الحصول على منتمين جدد للحزب المعني وفقاً لقواعد الانضمام والانخراط في العملية السياسية.

تقييم الأحزاب للمساحات المتاحة لجذب انتباه الآخرين أمر مهم وتقييم برامجها المطروحة ومدى توافقها مع شريحة الشباب، وميولهم وطموحاتهم السياسية أمر مهم وتواصل الأجيال داخل الأحزاب هو الأهم.

إن كان الشباب في كسلا وفي الشرق يتوقون للانضمام إلى برامج حزبية تقودهم فهو أمر ينبغي أن تلتقطه الأحزاب بعناية، ورحلة البحث عن قواعد ليست شاقة طالما هناك قواعد جاهزة في الانتظار.

عن مصدر الخبر

الحراك السياسي