كتابات

رقية الزاكي تكتب مشروع تعطيل الميناء (2)

مصدر الخبر / الحراك السياسي

وتباعاً تظهر أزمات الميناء الإدارية والفنية وتتفاقم للحد الذي يجعل مواطني ولاية البحر الأحمر والمهتمين بأمر الموانئ، يتساءلون (هل هناك مشروع لتعطيل الميناء؟).

من المشكلات المرصودة، مشكلة ميناء هيدوب ومواطنيها المعتصمين لأكثر من 100 يوم دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول، أو حتى تسوية. وأزمة ميناء سواكن التي لم تخرج مشكلاتها من نفق التسويف ووعود المسؤولين وحلول التخدير والمسكنات، فطامة كبرى أخرى في شكوى شركات الملاحة وتهديد بعضها بالخروج من العمل عقب قرار وزير المالية، القاضي بمنع التعامل بنظام القسط واشتكت الشركات مر الشكوى من عمليات الدفع المرهقة.

ومن ناحية أخرى ماذا تستفيد الميناء من الإعفاءات ورسوم الأرضيات والعربات التي تدخل باستثناءات جمركية، سواء أكانت عربات حركات أو غيرها فهل هناك مشروع لتعطيل الميناء؟!

وهل التعطيل لإرضاء جهة معينة؟ وهل التعطيل من أجل أن تنتقل حركة النقل لموانئ أخرى جديدة على شاطئ البحر الأحمر؟

وهل الاتجاه لميناء آخر بخلاف ميناء بورتسودان يتم في ذات الوقت الذي تشهد فيه الميناء التي تجاوز عمرها المائة عام تدهوراً ملحوظاً، ولاتجد تأهيلاً ويعمل منسوبوها في ظروف قاسية ويتعرضون للإصابات، فكيف يتسنى لها العمل في ظروف كهذه وكيف إذا لم تهتم بمنسوبيها أن تنتظر نتائج.

من الأزمات الإدارية تلك الأعداد المتراكمة من المهندسين، أعداد ضخمة لا تجد فرصة للإبداع والسؤال هل ستستفيد منهم الميناء على هذا الحال.

الميناء ظلت فترة من الزمن بلا مدير عقب إقالة مديرها وما يحتاجه هو مدير يدرك طبيعة وماهية الميناء، ومدير ملم بأسرار وخبايا وطبيعة الميناء .

اللافت في مسألة الاختيار أن تقدم شخص لشغل المنصب وأبعد في وقت لاحق بسبب شروط موضوعة في الأصل وهو اقترابه من المعاش، وهذا الشخص اختير وقام بكل الإجراءات وثبت أن الفترة المتبقية له شهران فقط من التقاعد، واللائحة لاتسمح لشخص على أعتاب المعاش بشغل منصب المدير وهذه الواقعة تشير لحجم المشكلات الإدارية .

ومن الأزمات التي لا تنتهي، مشكلة الميناء الجنوبي رغم أنه رئة الميناء وميناء الحاويات و80% من دخل الميناء يأتي عبر بوابة الجنوبي، وعلى الرغم من أزماته فهو يضم كفاءات على مستوى عالٍ، ومؤخراً تم تحفيز أحد منسوبي الميناء لإنجازه عملاً كبيراً يتعلق بإصلاح أعطال كرين.

لكنهم على الرغم من ذلك يتعرضون إلى إصابات بعضها بسبب سقوط حاويات على أجسادهم فالميناء الجنوبي يحتاج إلى توفير أسباب السلامة والحماية، وتوفير المعدات والآليات وتحفيز ووضع الميناء يحتاج إلى إرادة قوية تعيده إلى سيرته الأولى.

الميناء الآن يعمل وينقصه الكثير من ناحية إدارية وسيفقد إداريين لأسباب تتعلق بسن التقاعد، ووضع الميناء لا يبشر بخير ويحتاج إلى تدخل عاجل.

تأثير تدهور الميناء انسحب على المواطنين وعلى معاشهم لاعتمادهم على الميناء بجانب أن حركة النقل والصادر تتأثر تأثيراً مباشراً، ومواعين كثيرة تتعطل حتى العاملين يعانون من أزمات مالية وأزمات تتعلق بتوفير استحقاقاتهم المالية في الوقت المناسب.

حتى ما يدره الميناء من نقد أجنبي سيكون مهدداً لتأثره بحركة البواخر وعدم دخولها بصورة منتظمة، مما يؤثر في حركة العملة الأجنبية الدولار واليورو.

الآن حركة البواخر ليست بالصورة المطلوبة وبعض شركات الملاحة والخطوط الملاحية تجأر بالشكوى،

فلابد من حل ينتشل الميناء من الوضع الذي تمر به.

الميناء لا تعمل بالقوة المعروفة وقيادة عليا على أعتاب المعاش، مما يستوجب الإسراع في الترقيات وفي الترتيبات الإدارية المطلوبة.

عن مصدر الخبر

الحراك السياسي