كتابات

محجوب عثمان يكتب انقلاب قادم

مصدر الخبر / الحراك السياسي

ما أشبه ما يدور خلال هذه الأيام من تراشق بين العسكر والقوى السياسية المدنية في تحالف قوى الحرية والتغيير بما كان يدور خلال الشهر الذي سبق انقلاب 25 أكتوبر المشئوم، وهو التراشق الذي كان يخرج في اتجاه واحد من العسكر تجاه المدنيين وكان أمراً مدروساً يمهد للانقلاب.

هل تذكرون تلك التصريحات التي كانت تخرج من قادة المكون العسكري شاكلة “إن شاء الله تمطر حصو الليلة قبال بكرة”، وشاكلة و”الله تاني ما نقعد معاهم في تربيزة واحدة” و”الناس ديل ما بنقعد معاهم تاني” وغيرها.

هي ذات التصريحات التي تخرج الآن من ذات المؤسسة العسكرية مع فرق بسيط وهو أن من يتولون مهمة التراشقات الآن قيادات وسيطة، وليسوا قادة رغم أنهم يعبرون عن المؤسسة العسكرية بالكمال كونهم ناطقين باسمها.

وفي المقابل هناك فرق في التعاطي من قبل قوى الحرية والتغيير مع التراشقات بين التي سبقت الانقلاب والآن، ففي تلك لم يكن هناك رد فعل عنيف كما في هذه، فالملاحظ أن قيادات من قوى الحرية والتغيير تولت عملية الرد المباشر على تصريحات العسكر.

ليس في مصلحة الوطن ولا القوى السياسية ولا المواطن أن تكون هناك تراشقات وخلافات بين القوى العسكرية وبين الجيش، فالمفروغ منه أن الجيش مؤسسة قومية تعمل على حماية البلاد، وما الحديث عن إعادة هيكلة الجيش الذي يأخذه العسكر على القوى السياسية، إلا حقيقة قالها قادة الجيش أنفسهم كون أن هناك أكثر من 8 جيوش الآن في السودان ينبغي أن تتحول إلى جيش واحد.

ما يحدث الآن من تراشقات يقوم بها ضباط في درجات وسطى في القوات المسلحة ربما ينبئ بتحرك من قيادات وسيطة لانقلاب جديد، سيما بعد أن خرج نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن حميدتي بتصريحه الأخير، حول خروجهم من مؤسسة الحكم بالكامل والاتجاه لتكوين مجلس أمن ودفاع تحت قيادة مدنية، إذ ليس من المستبعد أن يكون ذلك الأمر قد أثار حفيظة القيادات الوسيطة التي ما فتئت تؤكد، أن مسئولية الجيش أن يحافظ على استقرار البلاد “إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً” كما قال العميد أبو هاجة.

عن مصدر الخبر

الحراك السياسي