__________
:: ظل العامل المستهبل يكثر من ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺒﺎﺕ ﺴﻠﻔﻴﺎﺕ العلاج، وكان يخدع ﻤﺪﻳﺮﻩ ﺑﺎﺩﻋﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .. ﻳﺘﻤﺎﺭﺽ ﺑﺎﻟﻜﻠﻰ، ﻓﻴﻤﻨﺤﻮﻩ (ﺳﻠﻔﻴﺔ)، ﻟﻴﺘﻤﺎﺭﺽ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ، ثم بالملاريا، وﻫﻜﺬﺍ.. ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ والأوبئة.. وذات يوم، وهو يقف في الشارع مهموماً، وقف بجواره رجل تساقطت أسنانه، ثم سأله: (محطة تسعة وين؟)، فحدق صاحبنا في فم الرجل، ثم أجابه متحسراً : ( أنا ﻣﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﻣﺤﻄﺔ تسعة ﻭﻳﻦ، ﻟﻜﻦ والله ﺧﺸﻴﻤﻚ ﺩا ﻓﻴﻪ ﺣﻼﺓ ﺳﻠﻔﻴﺔ)..!!
:: وبالأمس، عندما احتفلت وسائل التواصل بكلمات رائعات كتبها وزير الصناعة السابق إبراهيم الشيخ، احتفلت مع المحتفلين، لأن الكلمات دعوة للحوار و المصالحة و إعلاء الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والذاتية.. راقتني كلمات إبراهيم الشيخ، ولكن توجست أن يقرأها رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ثم يكون رد فعله : (والله فيها حلاة مبادرة)، ثم يكلف كاتبها بتنظيم مبادرة وإزعاج الناس بها، كما يفعل الطيب الجد منذ أسبوع..!!
:: لقد تنفست الخرطوم الصعداء بانتهاء مؤتمر الطيب الجد، ولا جديد فيه اجترار توصيات وأمانٍ قيلت هنا وهناك.. وعلى سبيل المثال، وصى المؤتمر بالأسطوانة المشروخة المسماة بالمصالحة الوطنية، وهي ما عجزت عنها المبادرة.. ثم وصى بفترة انتقالية عمرها عام ونصف العام، كما قال بيان البرهان في (25 أكتوبر).. ثم وصى بحكومة كفاءات مستقلة، أي كما وعد بيان البرهان في (25 أكتوبر).. ثم وصى بإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، و هي موجودة.. ثم وصى بالمؤتمر الاقتصادي كالذي عقدوه مراراً وتكراراً ..و..و..!!
:: كل توصيات مؤتمر الطيب الجد – كألحان الأغاني الهندية – محض تكرار لتوصيات سابقة.. وهناك توصيات يمكن وصفها بـ(المغارز)، ومنها عدم ترشيح رئيس وزراء يحمل جنسية مزدوجة، وهي توصية تستهدف (حمدوك شخصياً).. وكذلك من التوصيات – المغارز – الالتزام بقيم الأسرة بعيداً عن توجهات الاستلاب، و هي توصية تستهدف (سيداو).. لهم حرية التوصية، ولكن يجب أن تكون واضحة وصريحة، بدلاً عن الغموض و (مغارز القونات)..!!
:: ولكي لا ننسى، فالعباقرة جمعوا الحشود، ثم فكروا مليّاً ثم وصوا – الحكومة القادمة – بفرض هيبة الدولة وبسط الأمن والعدالة، ويا لهذه العبقرية التي يراهن عليها البرهان في إدارة الفترة الانتقالية، ولذلك دعمها وانتظر توصياتها.. نعم، فالبرهان دعم و انتظر توصيات لا تستحق كل هذه التكاليف، مالاً و زمناً، وكان يمكن أن يكتبها أحدهم واقفاً في شماعة (بص الكلاكلة)، وليس جالساً على ما يسمونها بالمائدة المستديرة؛ و لم تكن مستديرة حتى شكلاً؛ كانت (سوق أم دفسو) ..!!
:: على كل حال، بعد انتهاء زخم مبادرة الطيب الجد و مؤتمرها، هل يسارع البرهان إلى عمل مفيد؛ مثل تنفيذ ما وعد به الناس في (بيان 25 أكتوبر)، بحيث يصحح مسار الثورة بالانتقال من دولة الفوضى التي نعيشها حالياً إلى دولة المؤسسات، بواسطة حكومة كفاءات تُصلح بعض الحال، ثم تمضي نحو صناديق الاقتراع باستقامة وخطى ثابتة، أم يصنع و يدعم و ينتظر مبادرة أخرى..؟؟