اتصل بي محامٍ من أبناء الهوسا غاضباً بسبب خبر نشر في الصحيفة الخميس الماضي، المحامي راشد يوسف أبدى وجهة نظر مقبولة لحالة الغضب التي تعتريه وآخرين من أبناء الهوسا مما نشر.
وجهة النظر خاصة بالمساعي والترتيبات التي تتم الآن لتهدئة الأوضاع في ولاية النيل الأزرق التي شهدت أحداثاً دامية بين مكونات مجتمعية هناك، ووجهة نظره الأخرى في أن يتصدر الخبر أخبار الصحيفة بوضعه في موضع رئيسي، بالفعل كان الخبر هو (المنشيت) الثاني لـ(الحراك).
والخبر من حوار أجراه الزميل المتميز الأستاذ التاج عثمان مع ناظر قبائل النيل الأزرق الملك الفاتح يوسف حسن عدلان، والعنوان الذي أغضب مجموعة من أبناء الهوسا في إفادة الرجل حديثه عن (الهوسا وافدون ولا إرث لهم وتملكوا الأراضي بالشراء).
والمحامي رأى أن مثل هذا الحديث فيه إشارة للهوسا في كل أنحاء السودان، بجانب تحفظه ونفيه للمعلومات التي تتحدث عن تاريخ الهوسا على النحو الذي ذكره الناظر.
صحيح الاختصار في العنوان ربما فتح المجال لأن يفهم في هذا السياق، رغم أن التفاصيل توضح ماذكره الناظر.
الناظر عدلان قال نصاً (الهوسا وفدوا للإقليم كمنتجين في الستينيات) وكان يتحدث عن إقليم النيل الأزرق،
المحامي وآخرون من أبناء الهوسا لهم رأي مخالف في ماذكره الناظر، كما قلت، فيما يتعلق بانتمائهم للنيل الأزرق وهذا من حقهم.
وحق الطرف الآخر في الإدلاء بإفادات حول هذه القضية حق أتاحته الصحيفة لأبناء الهوسا من خلال الحوار الذي أجراه أيضاً الأستاذ التاج عثمان، تحقيقاً لمبدأ المهنية وحق الجميع في إبداء رؤاهم عبر الصحيفة التي تهتم جداً بإتاحة الفرص للجميع دون أجندة.
لانرغب في أن يشعر أي طرف من الأطراف أننا نميل بالكفة الأخرى هذا ليس مقصوداً بالطبع.
الصحيفة أبدت اهتماماً بما دار في النيل الأزرق وابتعثت من يستجلي الحقائق هناك، بدلاً من الاعتماد على ملاحقة الأحداث (من منازلهم)، وأجرت عملاً حظي بإشادة واسعة من خلال سلسلة التحقيقات التي أجراها الأستاذ التاج هناك.
قراءة الحوار الذي ولد من رحمه الخبر المعني جيداً ينفي عن الصحيفة، أي أغراض أو رغبة في إثارة الفتن.
بالتأكيد لن يرضينا أن نساهم دون قصد في تأجيج صراع كاد أن يخمد وهذا مالزم توضيحه.
اختيار موضع الخبر دليل على أهمية القضية المطروحة وأهمية الحوارات التي أجرتها الصحيفة في هذا الملف، ومن بينها ماهو منشور في عدد اليوم بالداخل.
قلنا في نهاية الحوار المنشور في عدد الخميس الماضي، إن الصحيفة ستعرض في الحلقة القادمة وجهة نظر الطرف الآخر في أحداث النيل الأزرق المتمثل في الهوسا وهذا حرصاً على طرق هذا الملف بمهنية.
مره أخرى أقول إن الاهتمام ومتابعة الأحداث التي جرت في ولاية النيل الأزرق كانت بالمدخل الصحيح، وهو الوقوف على الأحداث ميدانياً وتكبد معد حلقات ملف النيل الأزق مشاق لايعلمها الكثيرون.
الشكر للأستاذ المحامي راشد على ما أبداه من علاقة وطيدة تربطهم كشباب بصحيفة (الحراك)، والصحيفة حريصة على توطيد علاقاتها مع قرائها وتبذل ماتبذل من جهد، لأجل هذا الهدف وتقديم خدمة صحفية مفيدة.