كتابات

رقية الزاكي تكتب أسر سودانية مكلومة

مصدر الخبر / الحراك السياسي

حينما هبَّ الجيش غاضباً لمقتل (7) من منسوبيه وآخر مدني على يد القوات الإثيوبية، هبَّ الشعب غاضباً أيضاً رافضاً للسلوك الغادر من الجارة الإثيوبية. وسطرت مواقف القوى السياسية والمكونات المدنية ملحمة وطنية، بالرفض المعلن الذي أظهرته في التصريحات والبيانات وغيرها، غض النظر عن موقفها من المكون العسكري (سياسياً).

هذه المواقف تجاوزت مايشوب العلاقة بين الشعب والجيش وهي علاقة غير خافية يقول فيها الشارع إنه لايعادي الجيش، لكن يريد منه الابتعاد عن السلطة والاكتفاء بالمهام الموكلة له والبقاء في ثكناته.

حالة الغضب مما فعل الجيش الإثيوبي وراءها أسباب كثيرة جداً، أحد هذه الأسباب أن الأفراد الذين قتلوا ومثل بهم لهم أسر مكلومة، ولم يكن بالأمر الهين أن تنظر إلى أبنائها على شاشات التلفزة قتلى وجثثهم في العراء.

هذا الأمر قوبل برفض شعبي وفي ذات الأثناء عقب ساعات قلائل زاد عدد هذه الأسر المكلومة، وهي كثيرة نتحدث فقط في الفترة مابين الاعتداء الإثيوبي ويوم 30 يونيو أمس الأول.

زاد عدد الأسر المكلومة في هذه الفترة الوجيزة بإضافة 10 آخرين قتلوا داخل العاصمة الخرطوم،

ومسرح الأحداث تظاهرات وقعت في يوم معلن ومعلوم وله مسارات محددة، ولامبرر لاستخدام العنف المفرط وإزهاق أرواح داخل هذه المواكب.

الأصوات التي علت رفضاً للاعتداء الإثيوبي وقتله لجنود من الجيش السوداني أصوات كثيرة لمنسوبي أحزاب ولأفراد ومنظمات وغيرها، وليس ببعيد أن تكون أسرة من الأسر التي قتل أبناؤها الخميس الماضي، من تلك الأصوات التي نددت جهراً بالاعتداء الإثويبي الغادر.

فيا ترى هل ستجد الدعم والمؤازرة التي قدمتها هي من قبل دعماً للجيش في مواجهة الاعتداء الإثيوبي.

حكايات عديدة روت تفاصيل المأساة التي عاشتها أسر سودانية قتل أبناؤها في تظاهرات الخميس، وحكايات رويت عن الشهداء أنفسهم.

الشعور بالحزن في دواخل هذه الأسر لايختلف من أسر قتلى الجيش الإثيوبي، وأسر الشباب الذين قتلوا في شوارع الخرطوم، جميعها أسر مكلومة فقدت أبناءها دون وجه حق.

الدماء هنا وهناك تحتاج من يقتص لها حتى لاتستباح وتضيع هدراً من وقت لآخر، والشعور بالغضب الذي لازم قيادات القوات المسلحة تجاه منسوبيها هناك على أطراف الحدود السودانية، حينما استباح الجيش الإثيوبي الأرض وجاهر بالعداء والقتل، واجب على هذه القيادات أن تشعر بذات الشعور تجاه هؤلاء الشباب الذين قتلوا، خاصة وأن الرسالة كانت موجهة للجيش والتظاهرات كانت تبث مطالب سياسية مصوبة في اتجاه معلوم.

مقتل (10) شباب حقيقة صادمة للغاية وتصرف واجب الإدانة، ولا أظن أن هناك من يتعامل مع هذه الأحداث (ببرود)، دون أن يتألم أو يرفض أو يقف في موقف ملازم لهذه الأسر المكلومة.

عن مصدر الخبر

الحراك السياسي